أشرف رضا يكتب : طريق الحق وصعوباته

يختار بعض البشر الحق طريقاً والصدق منهجاً ، ظناً منهم بأنهم سوف يلقوا التأييد دائماً من الناس ، ولا يعرفون بأن الحياة ليست بهذا العدل المطلق ، وإلا ما سميت الدنيا دنيا ، ولا سادت فيها الفوضى ولا تعملق الهزلاء ولا استأسد فيها البلهاء ، فتجد مؤيدو الحق أقل عدداً ، والغالب من اختاروا طريق أخر غيره ، اتخذوا فيه النفاق ، والخداع ، والكذب ، والدفاع عن الباطل ، ومساندة الظالم وتأييد ظلمه ، وسيلة للوصول إلى مبتغاهم ، من طمع في منصب أو سلطة زائلة ، أو مالٍ فانٍ ، غير مبالين بطرق الوصول إليهم من إهدار لكرامتهم ، وإراقة لماء وجوههم عند لعق موائد سلاطينهم ، وموت حياءهم وضميرهم ، فجميعها طرق عفنه ، كونها مخالفة للطبيعة البشرية .
ومن يختار طريق الحق فقد اختار طريق علي رضى الله عنه وأرضاه ، حيث قال فيه رسول الله صل الله عليه وسلم ” علي مع الحق ، والحق مع علي يدور معه حيثما دار ” ، فمن يسلك ذلك الطريق لا ينتظر أن ينال تكريماً أو إعجاباً بمواقفه الصلبة في سبيل الحق ، ولن يرضى عنه إلا قليل من الناس ، فالحق لا يترك لقلة سالكيه والباطل لا يؤخذ به لكثرة مريديه .
ومن يسعى لإرضاء الناس وإرضاء مرؤوسيه وإرضاء الظلمة والظالمين ، ويسعى في الأرض فساداً ، ويرتكب الموبقات والمفاسد ، فقد سلك طريق معاوية واتخذ غير الحق طريقاً وغير الضمير شريعة ، وغير الشرف سبيلاً ، وابتعد عن مثل هذه المعاني السامية ، واختار عكسها تماماً رفيقاً ومنهاجاً .
فالحق واضح وضوح الشمس ، ومن أراد السير في طريقة ، عليه أن يلتزم به مهما كانت التضحيات ، وأن يتحمل المتاعب والصعوبات ، وتقبل التحديات والعقبات التي تواجهه للوصول إلي أهدافة الأبدية .
ورغم أن طريق غير الحق سهل وجميل ومغرى وممتع ، وله فوائد مادية دنيوية ، إلا إن أهدافه صغيرة ومؤقتة .