
اليوم الثامن / القاهرة
ليست الحياة مجرد سنين وذكريات بقدر ما هي تجارب ومراحل نمر بها ونتعلم فيها.
ولذلك فإن نهايتها ليست في الموت وإنما عندما تمر بتجارب كثيرة ولا تتعلم منها، عندما تكرر الخطأ أكثر من مرة ولا تستفيد من تجاربك السابقة..
نهاية الحياة بأيدينا نحن مثلما بأيدينا أن نجعل حياتنا سعيدة وهانئة رغم ما فيها من موجات متلاحقة من التطلعات.
صحيح أن هناك كثيرين من يتطلعون للسعادة في الحياة لكنهم لا يدركون أن غايتهم بين أيديهم هم دون سواهم، فسعادتهم في رضاهم وقناعتهم، حتى وإن خاب أملهم أحيانا فإن لديهم من الأمل والثقة في الله بأن ما جرى مجردة كبوة وأنهم سيعودون مجددًا.
فقد علمتنا الحياة أنه كي نمضي فيها سعداء أن يكون لدينا إيمان بالمعادلة الحياتية النموذجية وهي وضع أي عمل نود إنجازه في اطار مرضاة الله في المقام الأول ومن بعده ما يمليه علينا العقل والضمير ليبارك الله كل خطوة نقوم بها لأن رضا الله هو الأهم والأعظم، ومن يرضي الله، فالمؤكد أنه يرضي عباده وكما قال ابن القيم الجوزية الرضا باب الله الأعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا من لم يدخله في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة. كما علمتنا الحياة في الوقت ذاته أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وهذا أمر طبيعي لأن لكل واحد منظوره ومصالحه ورؤاه والتي تجعله يحكم على الأمور من منطلق مصالحه فقط وليس أي أمر آخر.
لذلك افعل الخير للجميع. وتحكيم العقل والضمير وبعد ذلك اترك الأمر لله وعدم التوقف كثيرًا عند تقييم الآخرين لك . بل ضع الله من يقيمك
لكن ذلك لا يعني العيش في كوكب منعزل وإنما يجب أن يكون تداخلك مع محيطك إيجابيا.
فالقاعدة الذهبية أن تحترم وتقدر وجهة نظر الآخرين حتى لو اختلفت معها وهذا الأمر إيجابي جدا ويساعدك في إنجاز العمل.
بل حاول الاستفادة من كل وجهات النظر التي تعبر عن زوايا في مختلفة في معالجة أمر ما.
لا تقم فقط بتنفيذ ما تؤمن به من أفكار وإنما شارك الآخرين تطلعاتهم وكن إيجابيا حتى يكون الكل فائزا في نهاية الأمر.
فالحياة لا يتم اختصارها في فائز وخاسر؛ لأنها ليست حلبة مصارعة بل بيئة للتعاون والتواصل والود والتسامح.
فالإخلاص في العمل يزيد من النتائج الإيجابية في النهاية ورحابة الصدر في تقبل النقد تزيد من الطاقة الإيجابية عند ممارسة دورك في المجتمع.
أخيرا علمتنا الحياة أن أي عمل تنشد فيه مرضاة الله وحب الناس تكون معه في قمة السعادة .
وكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( الخير كله في الرضا فإن استطعت فارضَ وإن لم تستطع فاصبر )
