مشاهير.اليوم الثامن…عمر الحريري

كتب:طارق السويسي
نشأته :
ولد عمر محمد صالح عبد الهادي الحريري في 12 يونيو عام 1922…. كان يصطحب والده للعروض المسرحية التي كانت تقدمها فرق “جورج أبيض” و”الكسار” و”فاطمة رشدي” و”زكي طليمات” و”يوسف وهبي” نظرًا لعشقه لفن المسرح وفي يوم أثناء اصطحابه له لمشاهدة أول فيلم ناطق بعنوان “أولاد الذوات” وهو في عمر الـ7 سنوات، انبهر الفتى الصغير بهذا الفن، وقرر الاشتراك بفرقة التمثيل في المدرسة، وقام بتكوين فريق ناجح للتمثيل نافس كل فرق المدارس الأخرى.. حصل على الشهادة الثانوية ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1947، وهي نفس دفعة الفنان الراحل شكري سرحان .
الفنان عمر الحريري
بدايته الفنية :
شارك في عدد من البرامج الإذاعية فشاهده عملاق المسرح “زكي طليمات” وطلبه للانضمام إلى فرقته وبدأ مشواره الفني على خشبة المسرح القومي. – ظهر لأول مرة على شاشة السينما من خلال مشهد صامت في فيلم “سلامة في خير” مع نجيب الريحاني عام 1937 ثم رشحه الراحل يوسف وهبي في دور صغير بفيلم “الأفوكاتو مديحة” مع مديحة يسري عام 1950، وحينما أداه باقتدار رشحه لدور أكبر في فيلم “أولاد الشوارع” عام 1951 فتنبه المخرجون إلى وجهه.
كان أول ممثل سينمائي ينضم إلى مجال التمثيل التليفزيوني بعد افتتاحه في عام 1960، فشارك في عدد من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية .

فترة عمل فى ليبيا :
سافر عام 1968 بقرار سيادي إلى ليبيا عقب حصولها على الاستقلال وخروج الإيطاليين ودشن المسرح الليبي الذي عرف باسم “المسرح الشعبي” ودرب عددا كبيرا من الممثلين الشباب ثم عاد بعد 5 سنوات إلى مصر.

أعماله :
خلال مسيرته الفنية التى تجاوزت الـ65 عامًا شارك في اكثر من 200 فيلمًا منها اغلى من عينية و موعد مع الحياة و الانسة حنفى و الوسادة الخالية وبيت الله الحرام و شباب اليوم و العتبة الخضراء و الناصر صلاح الدين وسيدة القصر وسكر هانم و نهر الحب و غصن الزيتون و بالوالدين احسانا و العذاب إمراة و اهل القمة و غيرها ….و فى 85 مسلسلًا منها (أحلام الفتى الطائر) و(السيرة الهلالية) و(خالتي صفية والدير) و(ساكن قصادي) و(شيخ العرب همام)… و23 مسرحية منها (شاهد ماشافش حاجة) التي استمرت 9 سنوات، و(الواد سيد الشغال) الذي استمر عرضها 11 عامًا. بخلاف الأعمال الإذاعية .

ابنته ميريت تتحدث عنه :
روت ابنته “ميريت” في لقاء تليفزيوني مع الفنان سمير صبري في برنامج “ماسبيرو” أن مشكلة والدها في التمثيل كانت ملامحه الأرستقراطية التي لم تؤهله للعب أدوار الفلاحين أو العمال، ويعتبر دوره في مسلسل “شيخ العرب همام” أهم أدوار الصعيدي التي أداها في حياته الفنية.
كان يتمنى أن تكون أول سيارة يشتريها تكون هي سيارة الفنان يوسف وهبي وبالفعل اشتراها وكان سعيدًا للغاية بها فقد كان يعتبر عميد المسرح قدوة ومثلا في كل شيء وتمنى أن يحذو حذوه حتى في حياته.

زيجاته :
تزوج عمر الحريرى ثلاث مرات أولها كانت بناءًا على رغبة والده وهو في سن المراهقة من السيدة أمال السلحدار.. وقد أثمر هذا الزواج عن بنت واحده هي نيفين التي توفيت قبله ..والطريف في هذه الزيجة أن زوجته كانت تغار عليه بشدة لدرجة أنه طلقها مرتين ثم عاد لها وظلت على ذمته حتى توفيت …وحزن عليها كثيرا وبسبب ذلك اضرب عن الزواج عده سنوات حتى التقى بالسيدة نادية سلطان و تزوجها و مكث معها 25 عامًا وأنجب منها بعد 16 عامًا من الزواج ابنته الثانية “ميريت” .

وقد حكي بنفسه عن هذه الزيجة قبل وفاته قائلا: «التقيت بنادية في إحدى الحفلات فقد كانت رحمها الله سيدة مجتمع من الدرجة الأولى ويشهد الجميع برقيها وثقافتها ودارت بيننا مناقشات ولقاءات عديدة ووجدتها متميزة ومختلفة عن الأخريات فتزوجنا وأنجبت منها ابنتي الثانية ميريت ولا يمكن أن أنسى السنوات الجميلة التي قضيتها معها حتى بدأت أيضاً الخلافات بنفس الشكل الذي عانيته في الزيجة الأولى ووصلت العلاقة لطريق مسدود فاتفقنا على الانفصال بهدوء ودفعني هذا لعدم التفكير في خوض التجربة والتفرغ لفني فقط».
أما الزيجة الثالثة والأخيرة في حياته فكانت من الفنانة المغربية رشيدة رحموني التي تزوجها في بداية التسعينات و كانت تصغره بـ35 عامًا، وأنجب منها الابنة الثالثة “بيريهان” رغم تخطي عمره السبعين.
ويقول هو عن هذه الزيجة: «حضرت رشيدة لمصر مثل كل الفنانات العربيات اللاتي حضرن للبحث عن فرصة للتواجد والانطلاق كمطربة وممثلة وتعرفت عليها في أحد المسلسلات وبادرت هي بالاقتراب مني ونجحت في اختراقي وبعد فترة من التعارف شعرت أنني لا أستطيع الابتعاد عنها وتم الزواج».

موقف طريف :
من المواقف الطريفة في حياته، أن زوج ابنته “ميريت” حينما تقدم لخطبتها لم يكن لدى “الحريري” وقت للقائه، فطلب منه الذهاب إليه في كواليس مسرحية “شاهد ماشافش حاجة”، وداخل غرفة الفنان عمر الحريري تم الاتفاق على تفاصيل الزواج.
كان مدخنًا شرهًا حتى سن الخمسين وحينها قرر الإقلاع عن هذه العادة السيئة وقال إنه سيعيش عمره الثاني بدون تدخين وهو ما حدث بالفعل.- كان يستعد لتسجيل مذكراته في شكل حلقات للتليفزيون المصري، وتقاضى شيكا نظير ذلك إلا أنه لم يتمكن من صرفه حينها بسبب اندلاع ثورة 25 يناير التي كان من أشد المؤيدين لها.

جوائزه :
حصل على عدد من الجوائز عن بعض أدواره كما كرمه المهرجان التاسع للسينما المصرية عام 2003، وصدر عنه كتاب (عمر الحريري.. قوس قزح) للناقدة زينب عزيز.
وفاته :
علاقته مع المرض بدأت عام 2007، حينما أصيب بإعياء شديد فذهب إلى المستشفى، وهناك علمت ابنته “ميريت” خبر إصابته بمرض “السرطان”، لكنها أخفته عنه ولم تخبر أحدا، خوفًا على حالته النفسية، ولأنه لم يكن ليتحمل عناء العلاج الكيميائي، ومنذ حينها عاش “الحريري” على المسكنات الدوائية، ومارس فنه لمدة 4 أعوام لم يشتد خلالها المرض عليه لكنه في يوم 10 أكتوبر من عام 2011 اختل توازنه على خشبة المسرح، وهو يقدم دور “عم حكيم” في مسرحية “حديقة الأذكياء”، فنقله الإسعاف إلى المسشتفى، وكان السرطان قد استشرى في جسده كله وما هي إلا أيام قليلة حتى لفظ “الحريري” آخر أنفاسه في مستشفى الجلاء العسكري في يوم 16 أكتوبر من عام 2011.





