اشرف رضا يكتب : ترقيات عشوائية ومؤسسات مهلبية
اشرف رضا يكتب : ترقيات عشوائية ومؤسسات مهلبية

اليوم الثامن/القاهرة
إذا كنت تعمل فى إحدى المؤسسات الحكومية أو ذات الكادر الخاص فهذا يعنى أنك تحلم بترقية تمنحك دافعاً أكثر للعمل والاجتهاد وتحقيق طموحك والاستفادة من قدراتك ، ولكن مع مرور الوقت تجد هذا الحلم قد تبخر دون جدوى ، وكلما رأيت الأمل يتولد لديك ويقترب الحلم من التحقيق ، سرعان ما تراه يذهب لغيرك ، ولربما غيرك هذا أحدث منك في التعيين وأقل كفاءة فى العمل ، أو عديم الكفاءة أساساً وغير ملتزم بأي عمل سوى أنه مشمول برعاية شخصية ، ولا يخفى عليكم ما هى اسباب الشمول بهذه الرعاية الحصينة .
ففي هذا المقال أتحدث عن نوع فريد من أنواع الفساد الأداري لدي المؤسسات الحكومية وخاصة ذات الكادر الخاص منها ، هذا الفساد الذي يضرب جذور هذه المؤسسات بمعول حاد يجعلها هشه ما لها من قرار ، فساد يحول دون أى تقدم أو ازدهار لها وللعاملين بها ، ألا وهو فساد الترقيات العشوائية .
الترقيات التي تتم علي أهواء شخصية ومزاجية تستند على المحسوبية ، بعيدةً عن الكفاءة والتميز في الأداء. والاجتهاد في العمل ، الترقيات التي توزع دون النظر إلي معايير الهيكل الوظيفي المنظم لتلك الترقيات ، فهي توزع كتوزيع حلوى المولد ، فقد يتم استحداث مناصب مفصلة خصيصا ً لبعض الأشخاص علي سبيل الترضية تحت مظلة الترقية ، ضاربين ما يسمى سلم الدرجات الوظيفية عرض الحائط .
فما أقول على الترقيات العشوائية فساد إلا لما تخلفه من تدني وانهيار إداري واقتصادى واجتماعي في تلك المؤسسات ، فعند غياب الآليات الواضحة والصحيحة والقانونية والعادلة عند تطبيق الترقيات للفئات المستحقة من الموظفين
وعدم حصولهم عليها، قد يصيبهم بالإحباط وعدم الرغبة في العمل والتطوير نتيجة غياب التقدير المناسب لهم ، وسلب حقوقهم التي يستحقونها وإعطائها لغيرهم .
فقد قال لي أحد الزملاء ممن تعرض لمثل هذا الموقف فى مكان عمله ، أنه عندما ذهب للمسئول شاكياً له من تجاهله في الترقية ، قال له المسئول ” أصل أنت مش متشاف ” ، ما يؤكد على غياب العدالة وكل ضوابط الترقيات من تقييم الٱداء الوظيفي والكفاءة والخبرة والأقدمية فى العمل ، وتوزيع الترقيات حسب الأهواء والمزاج في محيط الشلالية التي تحيط بالمسئولين .
فلن نجد أي تقدم أو نمو أو ازدهار أو حتي إستقرار في هذه المؤسسات إلا بالقضاء على تلك الترقيات العشوائية والتي تعتبر بمثابة الغول الذي ينهش في أوصالها ويفتك بأنيابه الحادة جسدها النخيف .
