مصر الحضارة
تعد حضارة مصر القديمة من أولى الحضارات الكبيرة المستقرة ذات القيم الراسخة ، والتقاليد المتواصلة .ان لم تكن هى بالفعل أقدمها عمرا وتاريخا.
هو تاريخ خلد مبكرا بفضل السبق إلى إبتداع الكتابة وتصنيع اوراق البردى ، والنقش على الحجر أواخر الألف الرابع قبل الميلاد
مصر مع عمرها بالغ الامد ، وقدمها البعيد فى أغوار الزمن وتنوع خبراتها الحياتية ومقوماتها الثقافية المتجددة من عصر الى عصر
ولازالت بعض سمات الروح المصرية القديمة بينه الى الان والى حد ملحوظ يتضح ذلك فى التكوين الغالب على المصريين وخاصة فى الاوساط الريفية والشعبية.
كانت مصر مناسبة لان تكون نقطة انطلاق الحضارة ولها امتياز رائع فى أن ترث معرفة هائلة فى العلوم والفنون .أيضا كان لديهم ميل لايضاهى الى الاستقرار .لقد كان المصريون يمتلكون عقولا مبدعة قادرة على ابتكار ما يحاكية الآخرون.
وفى مصر قديما تحقق اكتشاف غاية فى الاهمية بالنسبة للانسانية جمعاء وكما المعتاد كان نتيجة لعدة اكتشافات جزئية وصلت اليه
حيث كان الفيضان الموسمى للنيل يُخلف وراءه تربة خصبة تساعد على نمو النباتات البرعمية القوية .جاءت الفكرة لأحد الفلاحين أن يحفروا قناة أو عدة قنوات تنقل المياه الفائضة الغزيرة إلى المسافات البعيدة كى تعطيها الحياة ، وبدأت ممارسة الري .
اكتشاف آخر عظيم حدث فى مصر هو “النحاس”فقد ترسبت مادة خضراء على ضفاف النيل حيثما توجد الدوامات المائية فى البرك والمستنقعات الراكد بها كثيرا من الطحالب الطافية فوق المياه المستقرة
ويقدر المصريون اللون الأخضر ويعتبرونه مانح الحياة لانه رمز الخصب والزراعة
لقد كانوا يقومون بطلاء وجوههم بهذا اللون حتى تطول أعمارهم .ومع ايجاد معدن “الملاكيت “Malachite الاخضر أخذوه وخلطوه مع الدهون وصنعوا منه كريما للجلد، ثم حاولوا تسخينه فوق النار حتى يمتزج بتجانس افضل وحين احترقت الدهون تخلف راسب صُلب هو النحاس .وبدا استخدام المادة الجديدة فى صناعة الأوانى والمزخرفات ،وصنعت بكميات كبيرة وكانت مطلوبة نظرا لانها لا تنكسر عكس الاوانى الفخارية .كما بدا استخدام النحاس الاصفر فى صناعة الآلات الموسيقية وأتارها. كان المصريون حرفيين من الطراز الاول رغم عدم تقدمهم فى تقنياتهم .
