الفرق بين (كيدكن…وكيدهم)

كتبت : سهى سيد
بداية وقبل شروعى فى الحديث اليكم أحب أن أوضح أن كتابتى فى هذا الموضوع لا تعنى إنحيازى للمرأة بقدر رغبتي فى توضيح حقيقه ذكرت فى كتاب الله الذى لا ريب فيه هدى للمتقين ،حقيقة يعلمها الكثيرون منا، وربما يتغافل عنها السواد الأعظم من الرجال لينالوا من النساء..
وبحديثى اليوم لا ازكى المرأة ولا أبرئ ساحتها مم نسب اليها ووصفت به فى آيات قرآنية كريمة بسورة يوسف، ألا وهى (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) الآية (28)من سورة يوسف نعم كادت المرأة كما توضح لنا الآيات الكريمه..
فقد نزلت هذه الآية الكريمة فى إمرأة العزيز (وقال نسوة فى المدينة إمرات العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها فى ضلال مبين )الآية (30) من سورة يوسف ، فهل هناك من سائلا ما الدافع الأول والوحيد لكيد إمرأة العزيز هنا؟؟؟؟
الإجابة فى الآية السابقة واضحة جلية كضوء الشمس فقد كان الدافع الأول لكيد النساء هو (الحب حتى الشغف) وهو أعلى وأقوى وأخطر درجات الحب، فقد أحبت إمرأة العزيز فى يوسف جماله،وحيائه،وخلقه فدفعها حبها الشديد للكيد.
نعم كادت إمرأة العزيز بنسوة المدينة (فلما سمعت بمكرهن ارسلت إليهن واعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه اكبرنه و قطعن ايديهن .إلى قوله تعالى ( قالت فذلكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين ) الآية (31) من سورة يوسف..
وإذا توقفنا قليلا أمام من الذى وصف إمرأة العزيز بالكيد وعلى لسان من ذكر كيد النساء للمرة الأولى؟؟ (فلما رءا قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) صدق الله العظيم إنه العزيز من وصف امرأته بالكيد! !!
إلى هنا والحديث عن كيد النساء منطقى وواضح لا شك فيه
ولكن ماذا عن كيد الرجال؟؟؟هل من متحدث عنه هل من متذكر له؟؟ وهل على أن أذكركم ونفسي أن أول جريمة قتل منذ بدأ الخليقة كانت بسبب غيرة أخا من أخيه وحسدا له.
(واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين، ….إلى قوله تعالى فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين) الآيات من (27)-(30) المائدة
قد يتسائل البعض وأين كيد الرجال هنا؟؟!!! إذا لم يكن قتل الأخ لإخيه دليلا كافيا لكيد الرجال فلنعد معا إلى نفس السورة الكريمة التى ذكر بها كيد النساء (قال يابني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) الآيه (5) من يوسف وسبقت(كيدكن عظيم ).!!
وهنا يجب على كل ذى عقل وصاحب حجة أن يسأل نفسه فيما كان كيد أخوة يوسف لإخيهم؟؟ كان كيدهم حقدا وحسدا وغيرة من يوسف وأخيه (إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين)
لنعد ثانيا ونطرح نفس السؤال من الذى وصف كيد الرجال فى الآية السابقة (فيكيدوا لك كيدا) إنه نبى الله يعقوب عليه السلام يحذر يوسف من إخوته ويخبره ألا يقصص رؤياه عليهم فمن أصدق قولا وأكثر حكمة وأقوى برهانا؟؟ العزيز أم نبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا السلام ؟؟؟
ممتاااز
الله عليكي ياست الكل ربنا يوفقك