سهي سيد تكتب : كتالوج كيف تمتلك قلب المرأة (2)

اليوم الثامن
عدت اليكم لمواصلة حديثنا بالحلقة السابقة فيما يتعلق
بكتالوج كيف تمتلك قلب المرأة ؟ والذى تحول بعد ذلك
لسر غموض المرأة ؟! وترددت كثيرا حتى كدت اتراجع
عما اقدمت عليه، إذ فوجئت بشبه إجماع للمرة الأولى
منذ بداية كتاباتى أن يتخذ كلا الطرفين الرجال والنساء
على السواء صفا واحد ونظرة تشاؤمية تؤكد فقدانهما
الأمل بإحداث اى تغيير فيما وصل إليه حال معظمنا من جفاء معاملة وإنصراف كل طرف عن الأخر ولسان حال الجميع يردد ليس بالإمكان أفضل مما كان وليبقي الحال
على ماهو عليه !!!
فبينما أبدى بعض الرجال أرائهم ان لا جدوى من محاولاتى فى تغيير الوضع الراهن إستنادا منهم أن المرأة لا تفهم نفسها فكيف لغيرها أن يفهمها ؟ كانت أراء بعض النساء على الجانب الأخر تؤكد ان لا امل ولا سبيل لإقناع الرجال أن المرأة ليست بكل هذا الغموض الذي يعتقده معظمهم وأن هناك أسبابا أخرى خارجة عن إرادتها فيما ينسب إليها ليست غموض أو جنون كما يدعى بعضهم ، ووقفت حائرة أتسائل بينى وبين
نفسي ماذا يتحتم على أن أفعل أمام تشبث كلا منهما برأيه ؟
هل أكمل ما بدأته أم احجم عنه؟ واتعلل بما أصابني من فتور
وإحباط إزاء أرائهم السلبية !! ولكنى لم أعتد الهروب من قبل
فى مواجهة مثل هذه المواقف خاصة إن كنت أؤمن بما أدافع عنه لذا فقد حسمت أمرى بمواصلة ما بدأت آخذة على كاهلى أن أمثلهن جميعا واتحدث بلسانهن كونى إحداهن وممن وصفن بالغموض واتهمن بالجنون ايضا!!!
بداية دعونا نتفق على إن النساء جميعهن لسن ملائكة وأن الرجال جميعا ليسوا شياطين ، ولكن جميعنا بشر نخطئ
ونصيب ولا ضير من ان يخطئ احدنا ويدرك خطأه فيعدل
عنه فضلا عن التمادى فيه والإصرار عليه، وما نحن بصدد الحديث عنه اليوم لا ينطبق على الجميع فلكل قاعدة
استثناء ، لذا أوجه دعوتى لكل من يعانى ظاهرة الإنفصال الصامت فى حياته الزوجيه أن يقف مع نفسه ليحاسبها
أولا هل قام بواجباته المنوطة به قبل أن يطالب بحقوقه المنشوده؟!! فالحياة الزوجيه شراكة من طرفين وعلى
كليهما أن يعي ما له وما عليه عند تأسيسها على أن يكون الرجل هو الراعى والمسؤل عن رعيته كما قال رسولنا (ص) وكما جاء فى كتاب الله ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من اموالهم)،ولنعد معا إلى مصدر الخلاف عن طبيعة المرأة فمن هى ولما خلقت؟ لنجد الإجابة فى قوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون) فلم يخلقنى الله عبثا أو هباءا وإنما خلقنى من ضلعك واقرب ما اكون لقلبك، ويتنامى إلى مسامعى الأن صوت أحد الرجال يردد ساخرا نعم خلقن من ضلع اعوج فهل تأمل أحدكم أو تسائل ماحكمة الله أن يخلقنا هكذا ؟ لأن هذا الضلع الأعوج هو مصدر حماية قلبك ولو استقام لكانت أهون ضربة أو ركلة سببا لنزيف يؤدى إلى حتفك ، فبينما تسخر انت من كونى خلقت من ضلعا اعوج ، افتخر انا بذلك فقد خلق الله المرأة لتحمى القلب وهذه مهمتها فقد خلقت سكنا لك لاؤنس وحدتك واذهب وحشتك ويتجلى هذا فى قوله ( وجعلنا بينكم مودة ورحمة) وهنا اتسائل أين المودة والرحمة فى إساءة معاملة المرأة والتخلى عنها وإهانتها ؟ اين المودة و الرحمة فى السخرية منها وإتهامها بالجنون فى بعض الأوقات دون أن تكلف نفسك
عناء البحث عما يدفعها لذلك؟؟ ليس غموضا اوجنونا منا
فما يحدث لنا بعض الأوقات خارج عن إرادتنا ودون رغبتنا ودعونى أوضح لكم السبب الرئيسي فيما يدفعكم أحيانا لإتهامنا بالغموض.
( سر غموض المرأة )
هو أن طبيعة النساء تخضعهن كل شهر لتغيرات فسيولوجيه فى أجسادهن وتغيرات هرمونيه يعرفها بعضكم (بالمحيض أو الطمث أو الدورة الشهريه) نظرا لإنتظامها شهريا لدى معظم النساء فينتابهن على أثرها آلام شديدة بكامل أجسادهن مما يوقعهن فى حالة نفسيه وعصبية يكن حينها بأمس الحاجة إلى من يساندهن عاطفيا ويتفهم إحتياجاتهن النفسيه، وبينما يعتقد بعض الرجال أن متلازمة ما قبل الدورة الشهريه والتى تسبق فترة الحيض مجرد خرافة من نسج خيال النساء إلا أن الطب النفسي أكد أنها ليست خرافة ابدا ، إذ تعانى المرأة من حالة عصبية وقلق وإكتئاب واضطراب دون التمكن من إبداء الأسباب التى تدفعها لذلك ، ويكمن السبب الرئيسى فيما يلم بهن فى هذه الفترة إلى التغيرات الهرمونيه والتى تصاحبها تقلبات مزاجية تتراوح عادة من (3_7 ) أيام وتختلف شدتها من إمرأة إلى أخرى، مما يسفر عنه العديد من الخلافات الزوجيه الناجمة عن سوء الحالة المزاجية للمرأة قبل وطوال هذه الفترة ، فإذا كان الله سبحانه وتعالى اعفى المرأة من أداء كل ما يتعلق بفروضه واعطاها رخصة بذلك لعلمه سبحانه بما تعانى منه فى هذه الحالة النفسيه والعصبية فما بالك انت ايها الزوج لا تعفيها من سخريتك بمشاعرها وما يعتريها من قلق وإضطراب مؤقت كعارض طارئ وسرعان مايزول؟؟!! وكما اوضحت لكم السبب الرئيسى فى سر تقلب مزاج المرأة والذى يفسره بعضكم بالغموض نظرا لما يجهله بما تمر به فى هذه الحالة سأوضح لكم فى الجزء الثالث والأخير كيفية التعامل مع المرأة فى أزمتها النفسيه وتجاوزها معا وامتلاكك قلبها.. (فإنتظرونى)