عماد الكيلاني يكتب: فَكِّــــــر كثيراً بغيرِكَ

اليوم الثامن
فَكِّــــــر كثيراً بغيرِكَ
25-12-2019
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
حتى لو نظرتَ في السحابْ
وعددتَ كم من الحمام بالأسرابْ
وبلغتَ عنان السماء من العِتابْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
حين ترتدي في العيد اجمل الثيابْ
حين تمتدُ مائدةُ الطعامِ مع الاحبابْ
حين لا تفكّر إلا بمالك دونما حسابْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
في إعداد أمك للطعامِ
في تجهيزِ الفطورِ للصيامِ
في سريرك قبلَ المنام
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
كم يعطيكَ الفقيرُ إن سألته عن الاسبابْ
كيف ينامُ في الطرقاتِ بعد جنوع الاغترابْ
كيف يتلحّفُ السماءَ غطاءاً وتحته الكتابْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
حين يأتي غنيٌّ يرشّ الارض طعاماً للحمامْ
حين يمرُّ صاحب مالٍ بعائلةٍ بالجوع لا تنامْ
بمن يأتي إلى المساكين بالليل خلف الظلامْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
كيف تموت في عيون الفقير كلّ الاحلامْ
كيف تصبحُ كل حياتهِ آلاماً مع الاوهامْ
كيف يصيرُ رغيفُ الخبزِ دمعاً لا انتقامْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
بكلّ من ملّ الحروبَ ويطلبون السلامْ
من إذا سمعوا الرصاصَ والموتظَ الزؤامْ
تبكي الطفولة وهي تنادي تبحث بالاوهامْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
بكلِّ الذين في حزنهم يحلبون السحابْ
ويطلبون راحة بالٍ ولو في خيمة وبابْ
من ملّوا انتظار الفرجْ ومَدّ دربُ الغيابْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
بمن يسكنون البردَ والصقيع في الخيامْ
كيف ترتاحُ بالك كيف تغفو وكيف تنامْ
وكلُّ الاخرين جياعٌ يلوكون خبزَ الانتقامْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
بالآخرين من لا يجدون مكانًا لراحة او منامْ
من تقتلهم ببردِ الليلِ الاوجاعُ كلها والاسقامْ
من يستدفئونَ بظلِّ احلامهم تحت الخيامْ !
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
بالذين فقدوا الحق في التعبير عن أسمائهم
بالذين فقدوا هوياتهم هرباً تحت حطامهم!
اولئك الذين هربوا بالليل معلَّقين في سمائهم
فَكِّــر كثيراً بغيركَ
كيف تشعلُ في دروبهم شمعةٌ في الظلامْ
كيف تعيدُ البسمة إليهم بلا وجع ولا أوهامْ
كيف يفرحوا قليلاً وقد تعبوا من الاحلامْ
فَكِّــر كثيراً بغيركَ!