كتبت:حنان فتح الباب
نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية من كشف تفاصيل واقعة العثور علي جثة المهندس «ا.ع.ا»، ابن قرية ميت عنتر مركز طلخا بمحافظة الدقهلية بنهر النيل بعد إختفاءه لمدة 11يوما.
هذا وقد تبين من التحقيقات، قيام صديقه المدعو «م. أ»، بإلقاءه من اعلي كوبري الجامعة بعد ادعاءه وجود عطل في سيارته وذلك لكي يتخلص من ديونه المستحقة لدي المجني عليه نتيجة شركاتهم في بعض المشروعات.
كشف ملابسات الواقعة:
وقد تبين من التحقيقات أن المتهم كان مدين للمجني عليه بمبلغ ٦٨٠ ألف جنيه بالإضافة إلي ٥ شيكات أخذهم منه كضمان وفي نفس الوقت فإن المتهم رصيده في البنك لا يزيد عن ٣٢ ألف جنيه والسيارة التي اشتراها بضمان بنكي.
وفي ذات يوم الحادث استدعي المتهم للمجني عليه وذلك بحجة اعطائه فلوسه، وتحرك به ما بين مدينة طلخا واحد المقاهي، ثم توجه به إلي كوبري جامعة المنصورة وعندما وصل لمكان مظلم توقف بالسيارة مدعيا تعطلها وعندما نزل المجني عليه ألقاه صديقه من أعلي الكوبرى وتركه يواجه الموت ليتخلص منه.
وباشرت نيابة طلخا، تحقيقاتها حول الحادث بعد ان قام كل من زوجة المجني عليه وأسرته ،بتوجيه الإتهام لصديق ابنهم بقتله لأنه اخر شخص كان مع المجني عليه، ليلة اختفاء وانه اخبرهم ان المجني عليه ركب تاكسي ومعه مبلغ 80 ألف جنيه لتعطل السيارة بهما.
وبعد تقنين الإجراءات تمكن ضباط مباحث مديرية أمن الدقهلية من إلقاء القبض علي المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، حيث أدلي بكامل التفاصيل في التحقيقات الموجهة له قائلا:
“أحمد صديقي وبينا شغل بيديني فلوس أشغلها، وصلت 680 ألف جنيه وياخد أرباح عليها، وكان له عندي 5 شيكات قصاد الفلوس”.
وتابع المتهم”يوم الحادثة اتكلمنا في التليفون، واتفقنا نتقابل ياخد أرباحه عن الشهر اللي فات، وكان معانا شخص تالت نزل أمام كافيه بجوار مركز شرطة طلخا، وبعدها طلعت بيه على طريق مقابر “طلخا” وبعدها طريق المنصورة الدائري، وتوقفنا أمام أحد الأكشاك شربت قهوة مع أحمد، وأوضح المتهم: أنهما عادا لاستكمال الطريق في اتجاه كوبري الجامعة، وتوقف في منتصف الطريق، مدعيًا تعطل السيارة، عند الساعة 11 مساء، مضيفًا: “قولتله العربية عطلانة ووقفنا من الساعة 11 لحد الساعة 1، وبعدها حدثت مشادة كلامية بيننا دفعته بعدها من فوق الكوبري.
كيف بدأت الواقعة؟
تعود بداية الواقعة عندما تلقى مدير امن الدقهلية، إخطارا من مأمور مركز الشرطة ، يفيد بإختفاء شاب في بداية العقد الثالث من عمره، يدعي «ا.ع»، مهندس مقيم بذات القرية.
وعليه تم الانتقال لمكان الواقعة، وبسؤال اهله، تبين خروجه من منزله لتصفية بعض الحسابات والحصول على أموال من أحد أصدقائه قبل ولادة زوجته لتدبير مصاريف الولادة والمستشفى وأنه اتصل بها قبل إختفائه بنصف ساعة واخبرها أنه في طريق العودة ولكن السيارة تعطلت وبعدها اتصلت له لم يرد واختفى.
الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات الواقعة:
ومن جانبها، كثفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية جهودها لمحاولة العثور علي مكان اختفائه، إلا أنه مر ١١ يوما ولن يتم العثور عليه، مما أثار شكوك وقلق الجميع.
وبناء علي ما سبق ، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمن يعثر عليه، وظهر اهله وهم يناشدون جميع الجهات المعنية والمباحث بسرعة إعادة الشاب والكشف عن غموض الواقعة مؤكدين أن وراء الاختفاء أمر كبير لأنه ليس من عادته الغياب.
هذا وقد ظهرت جثته طافية على سطح مياه النيل أسفل كوبرى الجامعة، في ظروف غامضة، وقامت قوات الإنقاذ النهري بإنتشال جثمانه ونقله لمستشفي المنصورة العام الجديد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
أثار ذلك غضب وحزن الجميع، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي الي سرادق عزاء حزنا على المهندس الفقيد.
انتقل علي الفور فريق من النيابة العامة إلى مكان العثور على الجثة لمعاينة للواقعة، ومعرفة ملابساتها، وبالبحث والتحري، تبين أن الجثة بكامل ملابسها ويحمل بطاقته وهاتفه المحمول، ولا يوجد آثار عنف أو اعتداء على الجثمان.
قررت النيابة العامة اتنداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة.
وقد أكد التقرير المبدئي أن الجثة لا يوجد بها آثار عنف أو اعتداء على الجثمان وحصل الطبيب الشرعى على عينات من أمعاء جثة المهندس الشاب لتحليها لبيان ما اذا تناول مواد سامة أو مخدرة من عدمه، وقررت النيابة العامة التصريح بدفن الجثة وتسليمها لأسرته.
وقد خرج جميع أهالي القرية، لتشييع جثمانه في جنازة مهيبة من مسجد للجمعية الشرعية، الي مثواه الأخير من مقابر العائلة، وسط حزن وصدمة الجميع وبكاء والده الهستيري.
كما رفضت أسرته أخذ العزاء في ابنهم مطالبين بالقصاص وسرعة القبض على الجناة مؤكدين وجود شبهه جنائية في الحادث.
