
كأس شوق ساخن
أوشكت عقارب الحنين على حنين ونصف..
وقلبي يدق خوفا كي يمرر ساعة صمت ..
كانت مملوءة بالضحك والشغب ..
وعينان كانتا لا تدركان مايحدث في شوارع المدينة ..
فصخب الحب ورؤى العشق كانت المشهد والصوت ..
والمسافات كانت قصيرة المدى ..
لم أستجد معها ذات يوم طريقا يرحل بي أن يقصر ..
ضحكاتها عالقة في ذاكرة شفاه يتيمة ..
كانت تشاركها كرنفال البسمات صباحا ومساء ..
أيقنت أن التشبث بعقارب الحنين المنتظر موعدا ..
تختلف عن حنين ينتظر مرور ساعة اللقاء المهملة ..
وأن كأس الشوق الساخن هو نتاج برودة الغياب ..
حيث تقلب مفاهيم الشاي والقهوة والقصيدة ..
التي لا تستوي إلا بالتسخين للماء والعاطفة ..
جدير بك ياقلبي أن تمارس حياة الفقد في كهف الصبر ..
وعليك أن تعيدني إلا هواية إرواء الزهر والريحان ..
فلعل عبقا منها هناك يهديء ثورة حنين ..
تلويحة كف الغياب يد من نار تشعل كل شيء خلفها ..
البقاء للعزاء ولا عزاء للبقاء ..
فالرداء الأسود نشر على مملكة الوحدة لونه الصامت ..
صرت أدقق في تفاصيل الشوارع ولافتات الإعلانات ..
وأمقت الطريق القصير ..
وأستعجل الإشارات ..
خبئني إيها الطريق عن الماضي ..
وأعد إلي أغنيات الرصيف الفائتة ..
وانصب على قارعتي بياضا يشبه فستانها ..
وخذ مني يازمن ساعة الحنين وأبدلها بعقارب من صبر ونسيان .
اليوم الثامن