مقالات وتحقيقات

بركات | مما يعطي للمسؤول الفاسد شحنة معنوية ليتمادى

كتب – محمد بركات

تعظيم المسؤولين الفاسدين في المناسبات الاجتماعية. مما يعطي للمسؤول الفاسد، شحنة معنوية ليتمادى، في فساده لغياب الرقابة الشعبية على سلوكه.

هل يحتاج الفساد لبيئة خاصة؟

نعم، المواطن الجرجاوى مشارك في الفساد المستشري في كل مفاصل مركز ومدينة جرجا ، إذ أن الفساد لا يمكن أن يحصل من طرف واحد، أي من طرف الموظف العام فقط، فمادام هذا الاخير يجد بيئة خصبة لإنبات الفساد، المتمثلة بعدم رفض المواطن لعمليات الابتزاز التي يقوم الموظف العام بها، فهو الاخر مساهم في الفساد.

فلو كان المواطن الجرجاوى، يرفض عمليات الابتزاز التي يقوم الموظف ، ونشر ثقافة الرفض من جميع المواطنين للفساد ، والقيام باتخاذ الإجراءات السليمة، لمواجهة الفساد من خلال الضغط على الجهات المعنية سواء الحكومة أو البرلمان ، لما وصل الوضع الحالي إلى ما هو عليه الآن.

محاربة الفساد والفاسدين لا تقل أهمية وخطورة عن محاربة الاحتلال الخارجى ، بل إنهما وجها عملة واحدة .
حيث يوظف مسئولون مواقعهم ومراكزهم الرسمية لجني مكاسب وامتيازات من المال العام أو من المواطنين بالابتزاز أو مقابل خدمات غير قانونية، أو تزوير الانتخابات الخ، إنه فساد أشخاص ونخب متواطئة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مما يجعل الفساد والسكوت عنه، من القادرين على التصدي له، خيانة وطنية.

قد تنطلي حيِّل وأكاذيب الفاسدين على البعض من المواطنين، كما قد يسكت كثير من المواطنين الفقراء و البسطاء، لقلة حيلتهم، فى التصدى للفاسدين، ولكن الغريب أن من يقولون أنهم قادة وحُماة الوطن ولا يتركون مناسبة إلا ويزعموا أنهم ضد الفساد والمفسدين، هؤلاء يتعاملون بحذر وتردد مع الفساد والفاسدين حتى داخل مؤسسات السلطة التي تُحسب عليهم، الأمر الذي يطرح تساؤلات إن كان الأمر عجزا أم تواطؤا ومشاركة في الفساد؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى