سهي سيد تكتب:استغلوا طفولتها واغتالوا انوثتها (قبل الاخير)

استغلوا طفولتها واغتالوا انوثتها (قبل الاخير)
كانت ضيفتنا قد توقفت عن حديثها بالجزء السابق عند وصول والدتها واسرتها إلى المشفي باللحظه التي كان الطبيب يسأل والدها هل بينكم من يحمل نفس فصيلة
دم الطفلة فبادرت الأم بإجابة الطبيب أنها أم الطفلة التي تصارع الموت بالداخل وأنها وإبنتها تحملان نفس فصيلة
الدم وبإمكانه أن يسحب من دمها حتي آخر قطرة مقابل
أن تعود ابنتها لوعيها وأسرع الطبيب بإصطحاب الأم لغرفة الطفلة ونقل دمائها لإبنتها لتهبها ألأم حياتها من جديد.
واستطردت ضيفتنا حديثها قائلة..
خيم الصمت على جميع الحضور من افراد العائلتين الذين بادروا للمشفي عقب وصولهم الخبر ،مساندة منهم لوالدى واطمئنانا على حالتى ، وما ان أغلق الطبيب باب الغرفة
خلفه مصطحبا امى لتتبرع لى بدمائها محاولة إنقاذى الا وتعلقت اعين الجميع بتلك الغرفة التي ارقد بها بين الحياة والموت بترقب وخوف، وكانت جدتى لأمى هى اكثر من
يبدو عليه علامات الخوف والجزع إذ لم تكف عن البكاء والدعاء لى ولامى ان يشملنا الله بعنايته، ومر الوقت ثقيلا بطيئا على الجميع وخاصة على جدتى لامى، وكأن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران، وحاول خالى جاهدا أن يطمئن أمه التى أشفق عليها من التوتر والقلق اللذان كادا أن يفتكا بها، ولكن جدتى لامى ابت ألا تجلس أو ترتاح قبل أن تطمئن علي كلينا وظلت ملاصقة لباب غرفتي وهى تتصبب عرقا من شدة خوفها مما قد تتعرض له امى بمحاولتها إنقاذى فما لم يعلمه الجميع ويثير مخاوف جدتى وجزعها أن امى
قد تكون حامل ولكنها لم تتأكد بعد ، فهذا ما المحت به أمى بحديثها لجدتى عقب عودتها مدحورة مقهورة من بيت ابى الذى لم تبدر عنه بادرة واحدة تؤكد لها تمسكه بها أو دفاعه عنها،وأشارت امي بحديثها لجدتى أنها لن تحتفظ بذلك الجنين حتى وإن تأكد حملها، فهى ليست بحاجة له فلديها بناتها وهى سعيدة بهن ولاحاجة لها بولد يرث عن والده ضعف شخصيته أمام والدته وخضوعة لها ، كانت جدتى لأمى تستعيد حوارها الأخير مع امى قبل أن يصلهم خبر نقلى للمشفى بحالة حرجه وما إن وصلوا وادركت أمى أن حياتى متوقفة على دمائها لم تتوان او تفكر للحظة واحدة فى إنقاذى حتى وإن كان المقابل حياتها وما استطاعت جدتى أن تمنع أمى مما اقدمت عليه إذ أن حملها مازال موضع شك ولكن الخطر الذي يهدد حياتى بات يقينا بلا أدنى شك ، وبينما كانت جدتى لامى تحدث نفسها ماذا لو أصاب امى مكروها نتيجة لصمتها وإذ بالجميع ينتبه فجأة لصوت يصدر من باب غرفتي يعلن عن خروج ذاك الطبيب فيبادر الجميع بالإلتفاف حول الطبيب الذي بدا عليه الغضب والإنزعاج للمرة الثانيه، وهو يردد ما بال هذه العائلة أليس بينكم من يملك ولو قدرا ضئيلا من العقل والحكمة؟ كيف تسمحون لإمراة ببداية حملها أن تتبرع بدمائها ؟ الم يستطع أحدكم ان يخبرنى بذلك مسبقا؟ لقد سالتها قبل أن نقوم بنقل الدم ولكنها اخفت عنى امر حملها، ووقعت كلمات الطبيب على ابى كالصاعقة فهو حقا لا يعلم شيئا عن حمل امى واخذ والدى يؤكد للطبيب عدم علمه بالحمل إلا منه هو بهذه اللحظة فقط ،وواصل الطبيب حديثه كادت الأم أن تتعرض لهبوطا حاد أثناء عملية نقل الدم منها لإبنتها ولولا سترا من الله لفقدناها. ولكن وضع الجنين غير مستقر حتى الأن ولا أظنه سيصمد كثيرا، فأسرع ابى بسؤال الطبيب وماذا عن زوجتى وحالتها الأن ؟ لا يهمنى وضع الجنين بقدر ماتهمنى حياة زوجتى وابنتى فأجابه الطبيب انهما الأن بحاجة إلى الراحة والدعاء، فقد استطعنا أن نوقف النزيف الحاد الذى تعرضت له الطفله وهى الأن بحالة مستقره، لكنها بحاجة لبعض الوقت حتى تتجاوز هذه الصدمة العصبيه التى تعرضت لها إثر ختانها بطريقة وحشيه وأرى انه من الضرورى أن تعرضها على أخصائية نفسية فقد تعانى الطفلة مدى حياتها من هذه الصدمة إن لم تخضع للعلاج النفسى، وما إن أنهي الطبيب حديثه مع أبى وأفراد العائلتين وإذا بالجميع يفاجأ بوصول جدتى لابى وإستماعها لكل ما أدلى به الطبيب عن حالتى وامى وفضلا عن ان تبدى جدتى لابى تعاطفها حيال امى التى كادت تفقد حياتها هى الأخرى فى محاولتها إنقاذى مما دفعتني هى إليه بتسلطها، فوجئ الجميع بالجدة تكيل الإتهامات لامى تصفها بالإهمال وعدم تحملها مسؤليتها كأم وزوجه فها هى برعونتها وجهلها كادت تفقد حملها، وربما يكون حملها هذه المرة هو (الولد) فرصتها الوحيدة للعودة للبيت لتكون مربية له لا أكثر، ولكن بخسارتها لهذا الحمل عليها أن تفقد الأمل أن تطأ بقدميها هذا البيت مرة أخرى ورغم مفاجأة الجميع بحضور جدتى وإستنكارهم موقفها حيال امى ،إلا أنهم جميعا التزموا الصمت، و هم خالى بالرد عليها محاولا الدفاع عن امى لولا أن أشارت اليه جدتى لأمى بالتحلى بالصبر، وهى تنظر الى ابى الذى جلس مكانه ما إن رأى والدته ،ضاربا رأسه بيديه محاولا إخفاء وجهه وصم أذانه عن حديث أمه ، وترقبت جدتى لامى ردة فعله ابى على ما ابدته والدته بموقفها المتعنت حيال امى على مرأى ومسمع من الجميع ، وتمادت جدتى لأبى بتهديداتها وما كادت تواصل حديثها إلا وفوجئ الجميع بأبى ينفجر صارخا كدوى قنبلة نزع عنها صمام امانها والقيت بالنار، وإذا بأبى يرفع مقعده بأعلى يديه ليسقطه ارضا؛، ويدفع حطامه بقدميه موجها صرخاته نحو امه كفي كفي كفي استحلفك بالله ياامى ان تكفى يدك عنى ما عدت أحتمل أكثر من هذا لقد ضقت ذرعا بحياتى وفاض بى الكيل وانا اسعى لإرضائك وطاعتك ولكن ما من شئ كان ليرضيكى، فانا لم أملك من أمر نفسي شئ طوال حياتى فدراستى كانت وفقا لقرارك انتى ! وزواجى قد تم برغبتك انتى ! وحتى زوجتى كانت إختيارك انتى !!فلما سخطك عليها الأن وجام غضبك؟ هل لانها خالفت اوامرك حرصا على حياة ابنتها ؟ أم لانها لا تنجب إلا الإناث فقط كما تدعين وهذا سر إنزعاجك منها؟فلتعلمى إذن يا امى أن المرأة كالأرض تحصدين منها ما تغرسينه فيها وبذلك اكون انا المسؤل عن نوع الجنين وليست هى ،فلتصبي غضبك وسخطك على انا بدلا منها وهل لك ان تخبرينى فيما حاجتك الملحة لهذا الولد ؟؟ هل بإمكانه أن يقوم بما عجزت انا عنه من حماية أمه واخته من بطشك وتسلطك ؟ حتى صرت فى نظر زوجتى رجلا عاجزا عن حمايتها وبنظر بناتى أبا ضعيف الشخصية لا أملك الحق فى أى قرار يتعلق بمصيرهن ولكن إلى هنا وكفى، فما عانيته جراء تسلطك ليس بهينا ولا قليل وسواء تحملته عن رضا او غصب لا يهم الأن، ولكن أن يصل الأمر إلى تهديد حياة زوجتى وبناتى فهذا ما لن اسمح لك به بعد اليوم فما أن تتماثل ابنتى للشفاء ويتحسن وضع زوجتى سوف اصحبهم جميعا للسفر فقد تلقيت عرضا للعمل بالخارج ولن ادعك تقررى عنى بالرفض كما حدث من قبل، إلى هنا وكفى كفى ياامى..كادت المفاجأة أن تذهب بعقل جدتى بعد
صدمتها بردة فعل ابى، إذ وقفت شاردة فى ذهول مما يحدث لا تقو على التفوه بحرفا واحد أمام بركان غضب ابى الذى انفجر أخيرا إثر الكبت الذى اسره فى نفسه لسنوات،
وما إن حاولت جدتى أن تبرر لأبى تصرفها معه على هذا النحو إلا وكان ابى قد ولى بظهره مدبرا عنها دون أن يعقب وقفت جدتى تحدق بالجميع تتلمس العون فى ايا من الحضور ولكنها لم تجد إلا نظرات الإتهام والعتاب تحاصرها من الجميع فما كان أمامها إلا أن تنسحب ف صمت وتغادر المشفي إلى بيتها إذانا بإنكسار شوكة الجدة…..
إلى هنا تكون معاناتى مع الختان فى إطار اسرتى قد انتهت، وتبقي معاناتى مع من اختاره قلبى حبيب وشريك لحياتى فكان هو من دمر حياتى وحطم امنياتى وافقدنى ثقتى بذاتى…. ( انتظرونى والجزء الأخير )