حنان فتح الباب تكتب: ضحك ولعب وجد وحب في زمن الكورونا
حنان فتح الباب تكتب: ضحك ولعب وجد وحب في زمن الكورونا

اليوم الثامن/القاهرة
اكتب ولا اعلم من سيقرأ ما اكتب ربما يقرأ مقالي هذا العالم أجمع وربما لا أحد …وربما اكون انا القارئة الوحيدة…فالعالم أصبح بكل قوته وجبروته وضعفه وإنسانيته،اسير لكائن لا يُري بالعين المجردة،ضعيف مزيج من الماء الساخن ورغوة الصابون تجعله في خبر كان،ولكنه يتوحش اذا سمح له اي إنسان بإختراق رئتيه، ليدخل في حرب ضارية مع جهاز المناعة داخل الجسم، إما نجا الإنسان منها او فقد حياته بسبب الفشل الرئوي.
لست طبيبة او امتلك حق توجيه النصائح الا المأخوذة من المصادر الطبية لأهل العلم والمعرفة، وليس لي او لغيري التحدث بإسم “الله”ونصنف ما يحدث الأن بأنه غضب أو ابتلاء،والا اعتبرنا من يملكون المال والسلطة واسباب السعادة انهم فئة تحظي برضا “الله حتي وان كانوا اهل للظلم والطغيان.
مخطئ انت يامن تظن أن ما يحدث الأن في العالم،هو تأديب وتهذيب لكل للطغاة والمتجبرين،علي النقيض تماما ربما أصبحوا أشد شراسة وتعطشأ للطغيان إذا نجوا، لقد انقسم العالم بين الجد والهزل واللهو والحب ،فهناك من تملكة الرعب من الموت او ربما طريقة الموت أو الأحساس بان الموت يرقد بجانبه منتظرأ الفرصة المناسبة للإنقضاض علي حياته، يقاوم هذا الأحساس تارة ويستسلم له تارة أخرى،يلجأ لآراء رجال الدين والعلم ولا يعلم من يصدق،فيصاب بالتشتت الفكري والخوف من المستقبل وهذا الموت قبل الموت الحقيقي،وعلي النقيض تجد في الجهة الاخري من لايبالي ولايريد أن يعترف ويسلم بالكارثة التي حلت بالكرة الأرضية،قال لي احدهم “كورونا أيه بس انا شايف ان حكام العالم بيشتغلوا شعوبهم” وطبعا هذا النوع من البشر لاتستطيع ان تكمل معه حديث بعد ما قاله.
انهم يلعبون ويمرحون بل يسخرون من الجميع ليس عن علم ووعي بل جهل ومستوي ثقافي وعلمي غير موجود من الاساس “تحت الصفر” هذة الفئة هي الأخطر في هذا الوقت،فهم لم ولن يعترفوا بخطورة ما يمر به العالم،ويلقي بجميع التحذيرات والتعليمات عرض الحائط،فهم يقيمون الأفراح والليالي الملاح وكأن شئ لم يكن.
عشاق الحياة والحب والخير والإنسانية من يمتلكون الطاقات الإيجابية،من يحسنون الظن بالله وبأهل العلم،هي فئة وسطية الأفكار يجتمع الدين والعلم في عقولهم وقلوبهم، بمعني انهم يحسنون الظن بالله، ويؤمنون بالمشيئة والقدر وان الابتهال والدعاء يرد القضاء والكوارث وفي ذات الوقت يأخذون بأسباب العلم وينفذون التعليمات الصحية .ثم يتركون الامور تسير كماهي بمعني “عملنا اللي علينا والباقي علي ربنا”.
أما اهل الدين والتدين هم فئة ليست بالقليلة ولهم تأثير عظيم علي اغلب فئات المجتمع، فإذا كان رجل الدين علي قدر من الثقافة والوعي والعلم ، فأن تأثيره علي من حوله سوف يأتي بصورة إيجابية،أما الكارثة إذا كان من وضعته الظروف في مكانة رجل الدين لايملك من مقومات الثقافة والعلم والوعي شئ، فهو يؤمن بأن كل شيئ قدري لا علاقة له بسلوك الإنسان الحياتي ولا يؤمن بدور العلم والعلماء في هذا الحياة،ولك أن تتخيل إذا انتشرت أفكاره هذة وسط المجتمع المحيط به.
آلله سبحانه وتعالى هو وحده صاحب القدرة والسلطان في هذا الكون واللجوء إليه بالدعاء والأعمال الصالحة لرفع وإزاحة هذا الوباء “فيروس كورونا المستجد أو كوفيد_19″عن العالم شيئ جميل وروحاني ويمد الروح بالطاقة الإيجابية،ولكن الله أمرنا بالبحث والعلم والتعلم والسعي للنيل من مناهل العلم في اي مكان مادامت الحياة،فلكل مجتهد نصيب ، لكل إنسان علاقته الخاصة بالله سبحانه وتعالي .ولتتذكروا دائما ان الله خاطب اهل الأرض من فوق سبع سموات قائلاَ سبحانه وتعالي:
” وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]، واولو الألباب معناها اصحاب العقول.
وللحديث بقية…..إذا لم ينتهي العالم بإذن الله.
