ادب ثقافة

خواطر اليوم الثامن…عبد المنعم هلال يكتب: عزيزتي…أتدرين ما بات يحزنني الآن ؟

عزيزتي…أتدرين ما بات يحزنني الآن ؟

خواطر.اليوم الثامن

عزيزتي…أتدرين ما بات يحزنني الآن ؟
ما يكاد يخلع قلبي ؟…
لم يعد فراقك كما كان…و إن لم يكن هذا الأمر في حد ذاته سبباََ كافياََ للحزن…
و إنما هو أنني أتذكر حالي فيما سبق و أشعر بغصة في قلبي..
لقد تغيرت … و لكنه تغيراََ لم أكن أتوقعه أبداََ…
كنت مقدساََ عندما قابلتك..أسكن السماء…سماء بعيدة يسكنها كائنات خيالية نورانية…
لا تعرفونها…لا تدركونها في حياتكم الأرضية جداََ…
عندما قابلتك تركت السماء مغيباََ…
تركت السماء بإرادتي…
تخليت عن صولجان الاستغناء و العلي…رداء المثالية…النقاء…النشوة الأزلية…الماوراء الشهوانية البشرية…
أو بالأحري الماقبل…ما قبل لعنة البشر…ما قبل الخطيئة الأولي…
ما قبل الضغينة..ما قبل الخير و الشر…
ما قبل الألم…
تخليت بكل حماقة….
و سقطت….
ما يحزنني أنني أصبحت بشرياََ تماماََ…
قدماي تشعر بطين الأرض…و بحصاها…و بصلابتها…
تدنست بالعقل….
و بداء القلب…
أصبحت موطئاََ مباحاََ…
أصبحت متاحاََ….
قريب المنال…
تماماََ كرمال الصحراء…و صخور الجبال…
كماء البحر…و قطرات المطر…و الأشجار…
أضحت النجوم بعيدة الآن…
أشاهدها من الأسفل كباقي البشر المساكين…الموهومين بالمعرفة…
المعرفة الدنيوية الهزيلة…
لقد تدنيت…
ولا أتمكن من منع تلك المخالب البائسة أن تنهش أحاسيسي…
أصبحت ضعيفاََ للغاية…
ليتني احترقت أثناء سقوطي…
ليتني لم أصل هنا…

الكاتب عبد المنعم هلال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى