
كتب : السيد عبدالرحيم الزرقاني
أعمال السحر والدجل والشعوذة، قديمة قدم الأزل، وحيل الدجالين والمشعوذين لا تنتهى بل إنها تتجدد وتتطور بتطور العالم، فبعد أن كان الدجال فى الماضى يستقطب ضحاياه من خلال بعض النسوة الخبيرات فى إقناع الضحايا بقدرات الشيخ ” المزعوم” الخارقة، وعلمه الذى ليس له حدود، وعلاقاته بالجن، وأنه “مخاوى” بدل الواحد 10من ” الأسياد” ، وقدرته على اللعب بـ”البيضة والحجر”، أصبح اليوم هو مطمع للبلطجية علي اعتبار أنه صيد سهل وثمين لتحصله علي مبالغ كثيرة من المال من نشاطه المشبوه والمجرم، الذي أوهم من خلاله ضحاياه بقدرته على حمايتهم وتحقيق أحلامهم، وعجز عن حماية نفسه من بطش البلطجية.
هذا هو حال قصتنا اليوم التى وقعت أحداثها في قرية من احدي قري تتبع لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
البداية
عند غروب الشمس توجه محرر “دوت كوم ” إلى قرية هادئة في قلب ريف المنوفية البسيط ، واستوقفت “توك توك”، وسألته عن منزل إحدى الدجالين المعروف عنه القيام بأعمال السحر والأعمال السفلية و السحر الأسود، الذي تم قتله علي يد أربعة مجرمين بينهم أحد ابناء قريته، في محاولة للكشف عن أسرار الجريمة .. أجاب: “نعم أعرفه كل البلد هنا تعرفه ، والكثير من الناس كان يذهبون إليه من كل حتة في مصر ومن برة مصر كمان، دا معاه جن بيشتغل معاه”.
المعقول هنا والذي تم الاستغراب منه عندما تذهب لأشخاص في قرية وتتحدث عن رجل دجال تري أن الجميع يقول عنه أنه ” رجل مبروك وله كرامات ” ،لكن عن هذا الرجل وجدنا أن سيرته غير المعتاد فكان يخاف منه أهل القرية بسبب الأعمال والشعوذة ووجدنا الناس في حالة سعادة وارتياج بسبب موته لأن الكل كان يخاف من أعماله .
سألنا أحمد محمود، أحد جيران الدجال عنه، فقال :” إنه كان يعيش وحيدًا داخل منزله بقرية طنبدي ، واعتاد ممارسة أعمال الدجل والشعوذة وأشاع بين الأهالي أنه رجل مبروك قادر على حل المشاكل، فكان البعض يذهب إليه بسبب تأخر الإنجاب والآخر بسبب تأخر الزواج وآخر بسبب أن عليه سحر او معمول له عمل ،وكل هذا كان مقابل مادي كبير حتي تهامس الناس حول الثروة التي جمعها من وراء ذلك، ما دفع اللصوص إلى التفكير في سرقته، إلى أن استيقظ شقيقه ذات صباح ووجده جثة هامدة.
وأضاف ” فتحي .ع.ع.” شقيق المجني علية أن اخي يبلغ من العمر 65 عاما وكان يسكن وحدة بمنزله بعد أن خرج علي المعاش حيث أنه كان يعمل بالسكه الحديد بالإضافة إلي أنه كان يعمل من أجل الناس لعمل الخير فكان الجميع يعرف أنه يشفي كل انسان به أذي من السحر أو الجن بأمر الله وكان دائما يسعي من تخفيف الأعباء علي الناس وبسبب بعض المشاكل مع الجيران وغيرهم قالوا عنه ” إنه مشعوذ” ويعمل اعمال للآخرين.
وفي يوم الحادث في الساعة الواحدة ظهرا ذهبت لأخي لكي اطمأن عليه فوجدتة ملقى علي الارض جثة هامدة.
وقال ممدوح أحد جيران المجني عليه سمعناصريخ في منزل المجني عليه فوجدنا عم فتحي يمسك بأخيه ويقول اخويا مات وذهب مسرعا شقيق المجني عليه وتقدم ببلاغ إلى مركز شرطة شبين الكوم، وجرى تشكيل فريق بحث بقيادة الرائد محمد المغربي رئيس المباحث .
وكشفت التحريات أن المجني عليه “ع.ع.ع”، يعيش وحيدًا فليس لديه زوجة أو أبناء، وأنه اعتاد ممارسة أعمال الدجل والشعوذة.
وتبين أن المتهمين أوهموه بأنهم في حاجة إليه لحل مشكلة خاصة بأحدهم، وتوجهوا إلى منزله وعقب السماح لهم بالدخول، أمسك به اثنين منهم، وقيدوه ووضعوا لاصق على فمه، وأغلقوا أنفه حتى مات، واستولوا على مبلغ مالي “عُملات يونانية”، وهاتف محمول كان بحوزة القتيل.
وتم تحديد هوية المتهمين، وتبين أن من بينهم شاب يدعى “جمال” من أبناء قرية المجني عليه، وعقب القبض عليهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وأنهم صرفوا المبلغ المستولى عليه، وبإحالتهم إلى النيابة قررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
