مقالات وتحقيقات

تقى عبد المقصود تكتب : عندما .. فاعلم ..لاتجعل

عندما تتحول المحبة إلى كراهية ، و الاحترام إلى احتقار ، و تتحجر الدموع بعينيك حين ترى شخصًا بعينه ، و تبرد أطرافك لتصبح مثل قلبك ؛ كلاهما أشد برودة من جليد القطبين .
فاعلم أنها شجرة الكراهية تلقي بذورها بداخلك و أنت تساعدها كى تنمو وتكبر وتثمر أمراض القلوب الأخرى

لا تجعل شخصًا واحدًا مهما كان ظلمه لك أن يفعل بك ذلك ؛ أن يدفعك إلى الهاوية ، فلا عودة من هناك .

عندما تخاف من أمر بشدة ، و تتألم لأن هناك ما يدعو للألم ، وتحزن عند المصائب ، و تبكى عندما تشتد بك الدنيا ، و تفرح لأن الأمور على ما يُرام و تسعد عندما ترى من حولك سعيدًا

فاعلم أنك هكذا إنسان ( الخوف و الأمن .. الحزن و الفرح .. الرضا و الغضب ) خصائص إنسانية أنت تمارسها بمعانيها وتطبقها في مواطنها ، لا تكن باردًا محاطًا بغلاف غير قابل للاختراق

لا تجعل الشدائد تفقدك انسانيتك و عفويتك ، لا تجعلها تنتصر على الحياة بأسرها لأنها أفقدتها واحد من أبنائها ، و أى فقدان هذا؟؟ فقد حولته إلى جماد ، و سلبته أغلى مايملك .. إنها صفته ؛ الإنسانية .
عندما تواجه نفسك لأن عصيانها قد أنهكك و رغباتها أرهقتك و معاصيها و ذنوبها أعجزتك ، فقط واجهها بشدة ، لا تخف فسترضخ لك فى النهاية ،
قد تطول المعركة فالحرب صولات و جولات ، و لكنك فى النهاية ستنتصر
فقط إذا كنت ترغب في ذلك .
فاعلم أن النصر هو النهاية الواجبة لمثل هذه المعركة ، وإذا تغيرت النهاية بنهاية أخرى يجب عليك أن تدرك أنك بذلك تسطر نهايتك بيديك ؛ فقد خضعت لها و رضخت لسطوتها و لم تطفئ الجذوة في بدايتها لا تجعل
نفسك سلطانك و لا هواك إمامك ، لا تخسر المعركة الوحيدة في الحياة التى لا يجوز لك أن تخسرها .
عندما تراه صامتًا.. حزينًا.. ضعيفًا .. لا يستطيع المقاومة .. تكاد قرارتك تقيده و أفعالك تقتله .. يضيق به المكان و الزمان .
فاعلم يكاد يختنق من كل ماحوله .. أنه ضميرك الوحيد غير القادر على المساومة و التصرف بشريعة الغاب
أنه الوحيد الذى لن يغير مبدأه فسيظل دائمًا مقتنعًا أن البقاء للأصلح و ليس للأقوى
لاتجعله يفقد ثقته بكل مايؤمن به ، لاتتحكم به ، بل اجعله من يتحكم فيك ، سلمه نفسك و سيكون عند حسن ظنك به لكن لا تخذله لأنه لن يتحمل كثيرًا

عندما تضيق بك الدنيا

فاعلم أنه ليس هناك سوى ربك .. تناجيه فيسمعك .. تسأله فيخفف عنك

لاتجعل الطرق بينك و بينه غير ممهدة .. و لا تجعل الأبواب إليه مغلقة
فقط دعواك هى نجاتك و سلواك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى