د.عماد الكيلاني يكتب:عن أيّ ألمٍ… تتحدثون

اليوم الثامن
عن أيّ ألمٍ تتحدثون
١١-١٢-٢٠١٩
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
والدمعُ قد جفّ بالمآقي
واشتاقتْ له العيون؟
والقلبُ أدماهُ الفراقُ
والحسرةُ تملأُهُ والظنون!
وهذا العالَمُ الغارقُ بالآهات
يقودهُ الشرّ يحكمهُ الجنونْ!
والناسُ أتعبها طول المسيرِ
لهثاً خلف أسراب المهاجرين
ويقود مسيرتهم سرٌّ مكنون!
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
والأبرياءُ المظاليمُ هناك حيرى
تحتوي اجسادهم السجونْ!
والقهرُ والفقرُ والحرمانُ سبيلهم
والتجهيلُ والضيقُ ما تعلمون!
هناك هم في غياهب الظلام
احياءاً في أتون النار مسجونون!
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
عن التعذيبِ عن القتلِ المنظّم
عن ضحايا الموت عن بقايا الوهم
منهمُ المجهول وكثيرهُم مدفونْ!
عن الآلاف من شباب الغد الصاعد
لمجرّد رأي عبّروا عنه بكل بساطة
هم الآن في التيهِ مغيّبون يُعَذّبون!
هم عن سبيلٍ للخلاصِ يبحثونْ !
هم منذ سنوات مضت ولم تزل
احلامهم ان يتركوا لوحدهم …
دون قيدٍ هكذا هم دوماً يحلمون!
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
عن رجالٍ سُرِقَت أتعابهم
بغمضة عين
وحرموا من كل شيء في الحياة
وهم الآن عن بقايا لقمة عيشهم
ببعض كرامة وهداةِ بالٍ يبحثون!
عنهم انتم ايها الطغاة المتجبرون
لا تعرفون شيئاً ولا يوماً تسألون!
لم تسمحوا لأحدٍ يُعكِّرُ صفو حياتكم
او يخبروكمْ بشيء حتى تكترثون !
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
عن الأمهاتِ الثكالى المنتظراتِ
خبراً يأتي بمعلومة عن اولادها
الذين هم من حصتهم محرومون!
وهم خلف قضبان السجون
لسنواتٍ طويلةٍ مغيّبون وتائهون!
عن الزوجاتِ والأطفال الذين امضوا
سنين عمرهم خلف وهم التحرر
لم يسمعوا خبراً ولم تزل قلوبهم حيرى
وهم خلف الوهم سنيناً يلهثون !
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
والملايينُ الذين هُجّروا من بلدانهم
ومن بيوتهم اقتلعوهمْ
ولم تزل احلامهم تنادي عليهم
وهم آلافاً من الصور التي أُحضِرَت لهم
على بقايا الذكريات يتفرجون!
وهم في قلوبهم رغم البعد والهجرانِ
لا زالوا على عهدهم ثابتون وصامدون!
لا زالوا الرجوعَ لبلادهم وبيوتهم يحلمون
لا زالوا العودةَ لأرضهم واهلهم يتوهمون!
عن أيّ ألمٍ تحدثون؟
