رؤوف قنش يكتب:صراع الأجيال…وعدم الرضا

صراع الأجيال وعدم الرضا
هناك جاب وفجوه كبيره بين الأجيال كل جيل يرى نفسه مظلوم ومغلوب على أمره وأنه تعرض ودائما نتعرض لإضطهاد هذا اليقين ثابت وراسخ لدى كل جيل ولا ينفصل التفكير والقول بأن جيلى أسوء من الجيل السابق وهكذا كل جيل يصب جام غضبه على الأخر واعتبره نوع من التمرد وعدم الإعتراف بالواقع وليست هوة صراع ولاهاوية نزاع ويحدث دائما أن ينسى الكبار أنهم كانوا صغار وينسى الصغار أنهم سيكونون يوما كبار أباء وأمهات مثل موج البحر هذه الموجه تطغى وتكتسح الأمواج الصغيره التى سبقتها على الشاطئ وفى نفس الوقت تطاردها موجه اكبر وهكذا إلى مالا نهايه هذا هو الزمن والتاريخ موجه بعد موجه هذه الموجه تضرب الشاطئ بقسوه ولكنها لاتستطيع أن تزحزحه من مكانه فلا الشاطئ تحرك ولا الموج سكن وهدأ .
لقد أصبح التفاهم صعب بين جيلين اى جيلين وتحضرنى قصة سيدنا نوح عليه السلام والحوار الذى دار بينه وبين ابنه فنجد أن الأب يطلب من إبنه أن يركب معه فى السفينه لأن السفينه ستكون هى طوق النجاة لسيدنا نوح وأولاده لأن الله سبحانه وتعالى يريد خلقا جديدا وكلنا نعلم أن سيدنا نوح هو الأب الثانى لهذه البشريه بعد سيدنا ادم عليه السلام ولكن ابن نوح لايعلم كان متمردا مخالفا لوالده ولايستمع لنصائحه لأن الأب الجيل القديم يكره الجيل الجديد هكذا يظن الابن وأقصد هنا ابن سيدنا نوح عليه السلام فسوء الظن والتخوين والشك والغرور دفع ابنه أن يلقى نفسه فى الماء يصارع الأمواج وحده وان يسبح الى جبل يعصمه من الطوفان ولم يصدق والده عندما قال له أنه لا توجد جبال ولن يعصمه من الغرق الا سفينه ابيه نوح ولكن الإبن فضل أن يموت غرقا باختياره على أن يعيش بفضل أبيه ويمتن بفضل والده فكانت النتيجه كما نعلم أن الابن قد غرق وكل يوم يغرق الكثير من الأبناء لأنهم لا يسمعون الاصوتهم فقط ولايعيرون لنصائح أباؤهم اى إهتمام فتكون النتيجه كما نرى حتى نجد الأبناء الذين لاينفصلون عن أبائهم ويعيشون على أموالهم نجد أن لهم افكار مستقله ولهم حرية الرأى الجيل الجديد يرى فى والديه آله للصرف ولا يسألان فيما صرفتم هذه الأموال وارى أن الأبناء يستغلون أبائهم اسوء إستغلال ويرون فى حبهم ضعف وإنكسار .
صراع الأجيال منذ قديم الأزل وحتى فناء هذه الدنيا جيل يسلم جيل لاهذا راضى ولاذاك قانع وهناك من الأمور التى يجب أن نقف أمامها ومنها المثل القائل ( الأم تعشش والأب يطفش ) الى أى مدى تتفقون مع هذا المثل انا شخصيا لا أتفق معه ولامع قائله لأننى اجد فيه إستغلال الأبناء الخلاف الدائر بين الأم والأب وربما كان الأب منطقيا فى تربيته فهو يريد أن يربى أولاده بالشده والصلابه والأم لاتقوى على غضب وزعل اولادها قرأت يوما فى كتاب أن توفيق الحكيم كان عنده ابن اسمه إسماعيل وكان قد كسر جيتاره الخاص به فطلب من والده أن يأتي له بجيتار جديد وبالفعل احضر له ماطلب وكان الثمن خمسة آلاف جنيه واشترط توفيق الحكيم أن يكتب كمبيالات على ابنه ويدفع كل كمبياله ماقيمة مائتى جنيه كل اخر شهر وكان ينتظره على باب غرفته وكان اسماعيل يدفع دون مماطله او تسويف وعندما سألوا الحكيم قال لابد أن يعتمد على نفسه يأخذ ويعطى وكان الحكيم سعيد بهذا الإنضباط ولكن كانت المفاجأة حيث قال ابنه إسماعيل لو كان ابى يدقق جيدا فى الأوراق الماليه التى يأخذها منى لوجدها هى نفس الأموال التى يعطيها الى اخر مصروف البيت تأخذها من ابى وتعطيها لى لكى اسدد الكمبياله لأبى هذا هو تصرف الأب وهذا هو تصرف الأم فإلى أى مدى يكون المثل السابق صحيح .