مقالات وتحقيقات
رياض الشديفات يكتب : رسالة لطلاب الراحة النفسية ” السعادة في القلوب لا في الجيوب “

اليوم الثامن
الراحة والسعادة مسألة نسبية تختلف من شخص إلى آخر، وهي مطلب إنساني لكل بني الإنسان لحاجتهم إليها، والدنيا تمنح الإنسان القدر اليسير منها، والسعادة لا تكون إلا لأهل الجنة، ويعبر عن ذلك بالطمأنينة والسكينة وصلاح البال، ولأجل الحصول على قسط من الراحة النفسية فإنني أنصح بالآتي:
- الرضا والقناعة بنصيب الإنسان من متاع الدنيا بعد الأخذ بالأسباب، فكم من فقير يعيش بقوت يومه سعيدٌ …!! وكم من غني يملك متاع الدنيا تعيسٌ مع كل ما يملك …!
- البساطة في العيش دون تكلف أو تصنع أو محاولة إرضاء الآخرين، فالتكلف ومحاولة إرضاء قد تكون من أسباب النكد والتعاسة.
- التوفيق بين مطالب الجسد والروح والعقل، فالتركيز على مطالب الجسد لا تجلب الراحة، فطاقة الروح لا تعدلها طاقة ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ” وغذاء العقل بمتعة القراءة يطرد الملل، وينشط الذاكرة، ويريح الفكر والأعصاب.
- مشاركة الناس في الأفراح والأحزان والسلام عليهم والابتسامة في وجوههم، فحب الخير للناس يملأ القلب سعادة وسكينة، وبغض الناس من أسباب الكدر والهم.
- الراحة والسعادة تنبع من داخل الإنسان، فالمؤمن الفقير راضٍ شاكر قرير العين بقدر الله، والغني القانط شاكٍ متذمرٍ ساخطٍ بما عنده من فراغ ِ ……فالقلب موضع الرضا والقناعة والطمأنينة والسكينة.
- سلامة القلب من الغش والحقد، فالقلب النظيف أقرب إلى الراحة، والقلب المحتقن بالغش والحقد أقرب إلى الكدر، والقلب كالطائر يطير ويحلق بسلامته من الآفات والعيوب لشفافيته كالزجاج، ويعجز عن الطيران بسواده وعدم صفاءه، واقرأ إن شئت كتاب قوت القلوب.
- لا تتوقع من الناس يجلبوا لك الراحة والسعادة، أنت من يمنحها لنفسه من داخله بذكره ويقينه وثقته بتدبير ربه، وفكره وقناعته وبساطته، وحسن تقبله للحياة، وسلامة مخبره ومظهره، وحسن تقديره لها، والحياة تمضي بك وبغيرك، برضاك وسخطك، وفي التجارب ما يغني عن تكرار التجريب. والله المستعان.
د . رياض الشديفات / المفرق / 22/8/2019مــــــ