مقالات وتحقيقات

رحمة الدياسطي تكتب : زوجات ولكن

” الزوجة مجرد خادمة ” جملة يقتنع بها 70% إن لم يزد من الرجال ، والرجل يتزوج ليجلب إمرأة تنظف و تطبخ و تغسل و تمسح و تلد و تربى و تهتم بصحة زوجها وأولادها و أمه و أبيه في مقابل توفير مصاريف و إحتياجات لها و للبيت ، و إن اعتراضت علي أي أمر له أو لأمه و أبيه يعد عصياناً و يجب أن تحاسب ، و حتي إن مرضت عليها أن تقوم بواجباتها دون تقصير ، و إن اشتكت يقول لها زوجها جملته السامة ، ( هو إنتي بتعملي إيه علشان تتعبي)، أراهن أن أغلب من يقول تلك الجملة هو أكثرهم دراية بما تفعله المرأة و كم المعاناة و الإرهاق التي تعانيه ، و لكن كبرياء الرجل ، أو كما يعتقدون أن ذلك من سمات الرجولة و هو لا يمس الرجولة بشئ- يمنعه من أن يهون عليها و يساعدها . دعنا ننثر الأمر أكثر ، وصف الحبيب صل الله عليه وسلم المرأة في قوله “رِفقًا بالقوارير” المرأة بالقارورة – أي الزجاجة ، و هو شئ يهتم به الجميع قدر الإمكان حتي لا يخدش أو يقع لأن أقل شئ في يسبب كسره و ذلك لأنه يعلم أن المرأة كائن ضعيف القوي رقيق المشاعر يؤثر فيه ما تحسبه أنت هيناً و لكن عندها كأنما وضعت جبلا فوقها ؛ فالمرأة تراك أنت السند لها ، فهل من الرجالة كسرها؟! قطعاً ؛ فمن كمال الرجولة و الكرم أن تكرم زوجتك ” فما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن إلا لئيم ” ، و زوجتك ما هي إلا روح خلقت منك في قوله – تعالى – : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } خلقت منك و جمعكما الله لتكونوا شريكي حياة ، تدللك و تتدلل عليك ، تهون عليك مصاعب الحياة و تهون عليها بحبك لها و تقديرها. فهي لن تطلب منك جائزة علي كل عمل بل تريد منك الحب و اللطف و التشجيع ، أن تشعر بمدى اهتمامك بها و تفاصيلها، فالزوجة غير مطالبة بأن تكون خادمة لأهلك فهي إن كانت تلبي حاجات أمك أو أبيك فهو كرم منها و حباً لك ف تحب أن تفعل ما يسعدك فلا يحق أن تلومها إن تمنعت و لا أن تلك تهينها و لا أن تصارع وحدها في الحياة و لا تحمل وحدها ما لا طاقة لها به ، فقد قال تعالي ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ فكما تريد إهتمام عليك أن تهتم و كما تريد الإحترام منها عليك أن تحترمها كما تريد أن تربي أولادك أفضل تربية عليك إعانتها علي تربيتهم ، و لك أن تقيس كل شئ علي نفس المبدأ . و هنا نقول عذراً لعلم الرياضيات ففي كل شئ واحد زائد واحد يساوي اثنان إلا في الزواج واحد زائد واحد يساوي واحد ، فالزوج كمال الزوج كما الزوجة كمال الرجل يجب أن يكون بينهما حوار و أن يكون لها رأي في كل أمور حياتكما و تساعدها في أعمال المنزل و التربية و إن عسر عليك الأمر لظروف عملك فلا بأس بأن تدعمها بكلامك لها ، كن أنت سندها التي تميل عليه في كل مراحل حياتها و في كل حالتها ” الرجال قوامون عن النساء ” فهي خلقت من ضلع أعوج و يجب أن تحبها علي إعوجاجها لا أن تكسرها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى