مقالات وتحقيقات

رياض الفرج يكتب :المؤهلات العلمية بين التهافت والعجز

اليوم الثامن


لا شك أن طلب العلم من أسمى المقاصد في هذه الحياة ، ويعد من الواجبات التي يتحقق بها رفعة المجتمع وتطوره ، ولا يقف طلب العلم عند حد معين من العمر أو الدرجة العلمية ، وكل التحصصات العلمية والإنسانية ضرورية لبناء المجتمعات الإنسانية التي تنشد الرقي والتطور .
ورافق التنافس الشديد على طلب المؤهلات العلمية تهافت القيمة العلمية لهذه المؤهلات ليس لدى جميع حامليها وطلابها ؛ ولكن لدى نسبة لا يستهان بها ممن يحملونها يدل على ذلك المنطق المتهافت عند كلامهم ونقاشهم ، ونمط التفكير الذي يتنافى مع غاية العلم في تنوير المجتمع ، وفي احداث التغيير الإيجابي الذي ينشده المجتمع الراشد ويتطلع إليه .
وبالرغم من كثرة حملة الدرجات العلمية يلاحظ إزدياد السلبيات والسلوكيات الخاطئة في المجتمع مما يعني عجز حملة هذه الدرجات عن القيام بدورهم التنويري للمجتمع ، ويزيد الطين بلة أن الكثير منهم هو جزء من المشكلة بتفكيره وسلوكه ونمط حياته فأينما وليت وجهك ترى المفارقات العجيبة والغريبة من حملة الدرجات العلمية .
وفي تقديري أن الإساءة والتهافت للدرجات العلمية جاء من شقين : الشق الأول من حملة بعض المؤهلات العلمية بعجزهم عن أن يكونوا بمستوى الرتبة العلمية التي يحملونها ، والشق الثاني جاء من المجتمع الذي حوًل الدرجات العلمية إلى برستيج اجتماعي للتباهي والتظاهر في المناسبات وبحثا عن المراكز القيادية فيه دون أن يرافق ذلك مضمون حقيقي لهذه الرتبة العلمية ، وزيادة هذه الدرجات عن حدها في سوق يحكمه قانون العرض والطلب كسلعة في عالم الإقتصاد المعرفي

، لهذا تهافتت الدرجات العلمية في مجتمع ما يعاد

يٌفرق بين حامل الدال وحامل شنتة السندات

والشيكات، فالعبرة بمن يملك ويدفع ” وكله عند العرب صابون “.
رياض الشديفات / 5/12/2019م
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى