
اليوم الثامن
حاول أن تعرف نفسك ……….فربما تتغير أشياء كثيرة في حياتك!
ففي داخلك طفل صغير!
لعل من أصعب المهمات لدى غالب الناس أنهم لا يعرفون أنفسهم جيدا، فكثير منهم لم يتوقف يوما ليسأل نفسه: من أنا …. وإلى أين ؟
وما المطلوب ؟
.إنها أسئلة معقدة يجهلها غالب الناس ……..وعدم الإجابة على هذه الأسئلة تكون الحيرة التي يقع بها الغالبية من بني الإنسان.
ومحاولة فهم الإنسان لنفسه تجعله يكتشف بعض ما فيها من الهواجس والخواطر وحديث النفس والعزم والإرادة ……فمثلا كلما فكرت بنفسي في نفسي أجد فيها طفلا صغيرا تحركه بعض رغبات الأطفال،
ويفرح بما يفرح به الأطفال رغم بياض شعر رأسي، ورغم أن السنون عركتني بمرها وحلوها، وما فيها من الكدر والصفاء، فالمسافة شاسعة بين الواقع وما في النفس …. ففي نفوسنا عوالم مجهولة محيرة نحتاج إلى كشف بعض مكنونها.
ولعل ما يزيد من مهمتنا تعقيدا أننا ننشغل بالقضايا الصغيرة عن السياق الأوسع الذي لأجله يجب أن نعرف أنفسنا، فمتى فهمنا أنفسنا ربما تغيير الكثير من واقعنا …. فعالم الواقع أشبه ما يكون بعالم الأوهام …. فما إن ننتهي من وهم حتى ندخل في وهم آخر كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء…!
إن النقطة الأولى في حياتنا أن نفهم أنفسنا بما فيها من دوافع ورغبات، وبما فيها من هواجس وخواطر، وبما فيها من قدرات تساعد في تحقيق الذات، وبما فيها من اتجاهات تعبر عن ذاتنا، فالناس مختلفون عن بعضهم في كل هذه الأشياء، ثم يأتي في المقام الثاني بعد معرفة بعض ما في داخلنا أن نبني علاقاتنا ليس وفق لما يريد منا الآخرون؛ بل وفق ما داخلنا من عوالم ….. فقد يموت بعضنا ولم يعرف ما بداخله جيدا.
إن رسالتي إلى القراء الكرام أن يحاولوا أن يتعرفوا على ما داخلهم …… وأن لا يكونوا فريسة المحيط الذي يعيشون فيه، ففي داخلنا عالم مجهول لو حاولنا أن نكتشف بعض ما فيه لربما كانت حياتنا أفضل بدل أن نستمر أسري لعالم ،
الطين والتراب، وعالم العبودية للمظاهر والشكليات.
أعرف أنها مهمة صعبة ….. لكن علينا أن نحاول!
د . رياض الشديفات / 4/8/2019م