مقالات وتحقيقات

سهي سيد تكتب:امثلى لا تغار ….على مثلك

سهي سيد تكتب:امثلى لا تغار ....على مثلك

امثلى لا تغار على مثلك

عبارة حتى فترة قليلة مضت كنت أجهل من قائلها ؟ولمن قيلت؟وما مناسبتها؟ حتى ساقتنى الظروف اليها ذات ليلة وأنا أقرأ قليلا كعادتي قبل خلودى إلى النوم ،وإذا بى اعتدل بجلستى واكرر قراءتها مرة تلو الأخرى مأخوذة بتلك الإجابة التى تحمل بين طياتها الكثير والغزير من أسمى وأنقى معانى الحب، عبارة لا تقرأ بالعين ولا تسمع بالأذن وإنما تقرأ بالقلب الذى يستشعرها ويستحضرها ويفطن إلى المقصود منها…

وقفت أمام هذه العبارة متسائله هل هى مجرد إجابة عابرة أم أن هناك معنى آخر لها؟ هل هى تسأؤل أم جواب ،أم لوم اوعتاب، كلا ليست أيا منهم، إنما هى إقرارا واعترافا كاملا بالضعف بالغيرة، بالتملك بالعشق حتى الثمالة ولما لا وهى على لسان أشرف نساء الأرض من نزلت براءتها من السماء. نعم نها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ووالديها،
زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحب النساء لقلبه.

وما ان أدركت قائلة هذه العبارة إلا وقد اعترتنى رجفة سرت بأوصالى وتملكت من حنايا قلبى ،ذلك الشعور الذى يحرك كل ساكن بك حتى شعرت بنفسي وإبتسامة تكسو ملامح وجهى ولسان حالى يردد داخلى ستبقي المرأة مرأة مهما علا شأنها ومهما ارتقى قدرها ومهما كان سنها صغيرة كانت ام كبيرة دميمة أو جميله غنية أم فقيرة تلك طبيعتها التى جبلت عليها بالفطرة والتى لن تتخلى عنها وإن أرادت ذلك

ربما أطلت عليكم فى الحديث عما اعترانى عند قراءتي العبارة محل حديثنا بالرغم من أنها لا تتجاوز بضعة كلمات وعدة احرف ولكنى أردت أن انقل لكم مشاعرى وأن تحلوا محلى فقد شعرت لبرهة اننى شهدت ذلك المشهد واننى كنت طرفا ثالثا معهم تخيلت إبتسامته صلى الله عليه وسلم وهو يربت على كتف عائشه وهى تدعى أنها نائمه بينما الحقيقة غير ذلك فقد كانت ليلتها وجاءها حقا صلى الله عليه وسلم .

وجلس معاها بعض الوقت يؤانسها ويحادثها مؤكدا حبه لها،
وما أن استشعر صلوات الله وسلامه عليه أنها قد خلدت للنوم إلا وقام على أطراف أنامله خارجا فى جنح الليل يقصد زيارة أصحابه بالبقيع والصلاة عليهم والدعاء لهم دون أن يزعجها
أو يقلق مضجعها وما إن هم بالخروج إلا وقد استفاقت أمنا رضي الله عنها، فهيهات أن يغمض لها جفنا دون أن تفترش صدره الشريف وتلتحف يديه الكريمة،أين أنت ذاهبا الآن؟ ؟

وثبت مسرعة ترتدى خمارها وتلحق به متخفية عن الأنظار ترقبه من بعيد إلى أيا من زوجاته يقصد؟ حتى وصل (ص) إلى البقيع ورأت إلى أين ذهب وما أن كاد (ص) يهم بالعودة إدراجه إلى بيتها إلا وقد أطلقت العنان لساقيها ركضا كى لا يلحق بها أو يراها وبالرغم من ذلك فقد راءها (ص) فحاول أن يبطئ خطاه حتى تسبقه هى ،وعاد النبي (ص) إلى بيتها وكانت قد نزعت ثوبها وادعت أنها غارقة فى نوما عميق..

فإقترب منها (ص) وجلس بجوارها وهى مازالت تلهث من شدة الركض وتتنامى إلى مسامعه دقات قلبها فمد يده نحوها مربتا على كتفيها مابك ياعائشه لما تلهثين هكذا؟ فنظرت إليه واعتدلت فى جلستها واخبرته حقيقة ما حدث خشية أن يخبره الوحى بفعلتها فقال لها ولما فعلتى ذلك ياعائشه ؟؟
فأجابته ولما لا أفعل وانا أحبك حبا لا يعادله حب ،انت لست زوجى فقط بل انت منى القلب والعقل و الروح فلما لا أفعل؟

وتمضى الأيام ويعيد النبي (ص) نفس الموقف السابق فى ليلة عائشه وتعود هى أيضا لسابق عهدها كما حدث اول مرة ولكن هذه المرة وقفت تعاتب نفسها بأابى انت وأمى يارسول الله انت فى حاجة ربك وانا فى حاجة الدنيا،ويعود(ص) إلى بيتها ويجدها تدعى النوم فيوقظها ويبادرها بالسؤال اعدتى ثانيا ياعأئشه أجابته نعم فقال لها اتغارين،فقالت: نعم ،قال :
ولم ؟؟فاجابته ( ولم لا ؟ امثلى لا تغار على مثلك)
صلى الله عليك وسلم يارسول الله

اليوم الثامن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى