مقالات وتحقيقات

سهي سيد تكتب:كتالوج كيف تمتلك قلب المرأة (3) والأخير

اليوم الثامن

كنا قد توقفنا بالجزء السابق عند الكشف عن أول وأهم الأسباب التى أدت لتفسير بعض الرجال لسلوك المرأة
بالغموض، نظرا للتقلبات المزاجية المفاجئه التى تنتابها،
بين عشية وضحاها دون أن يدرك الجميع بما فيهم المرأة نفسها الدوافع الكامنه خلف هذا التغيير المفاجيء الذى يعتريها ، إلى أن اكد لنا الطب النفسي الحقائق الكامله عن
الأعراض النفسيه والجسديه المصاحبه للمرأة قبل وأثناء
(فترة الطمث) وبهذا نكون قد ازلنا بعض الشكوك وقدمنا بعض الدوافع التى تفسر لنا سر غموض المرأة …

لنعود بعد ذلك لموضوعنا الأساسي لكتالوج كيف تمتلك
قلب المراة ؟ بعد أن تطرقنا بالحديث عن كشف غموضها والذى كان يمثل علامة إستفهام ولغزا محيرا لكثيرا من الرجال !! أما الأن وقد اتضحت الأمور للجميع فهيا بنا نستعرض معا كيف يستطيع كل رجل أن يمتلك قلب المرأة ؟

بداية : يجب أن يدرك كل رجل أن هذه المرأة ليست زوجته فقط ، فهى أمه واخته و ابنته وأنهن جميعا يخضعن لنفس الظروف النفسيه والجسديه خلال مراحل أعمارهن والتى تتفاوت فى شدتها من مرحلة لاخرى ،وبالرغم من ذلك فإنهن يختلفن كثيرا فى طباعهن ، فالنساء جميعهن لسن غيورات ولسن مهملات وجميعهن لسن مسرفات ولا ضعيفات الشخصيه وإنما تتفاوت شخصية كلا منهن عن الأخرى من حيث البيئة والمناخ الأسري الذى نشأت ونمت به ،

إلى هذا الحد تبدو الأمور جميعها طبيعية ومنطقية ،حتى تحين تلك اللحظة التى يكون عليك وحدك إتخاذ القرار بإختيار شريكة حياتك وأما لأولادك ، وبعكس المرأة قلما نجد رجلا ما قد يجبر بالزواج ممن لا يرغب بها إلا فى حالات نادرة ، عكس المرأة التى قد تجبرها الظروف ببعض المجتمعات بالزواج ممن لا ترغب به وفقا لبعض التقاليد والعادات فى محيط اسرتها وبيئتها ، وهذا هو ( اختبارك الأول ) الذى سيترتب
عليه الكثير فيما بعد إذن فعليك بحسن إختيار من ستشاركك حياتك للأبد وستصبح أما لأولادك ففى هذا الموضع تحديدا أوصى الرسول(ص) الرجال أن يتخيروا لنطفهم لأن العرق دساس إشارة إلى أن حسن إختيار الزوجه يعود عليك بمتاع الدنيا إذ قال(ص) (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) وبعد ذلك تأتى(الخطوة الثانيه) وهى أن يتقن الرجل كيفية التعامل مع المرأة فاللتعامل معها أسس وقواعد يجب أن يحيط بها كل رجل، أولها أن ثلاثة أرباع عقل المرأة يرتكز


على العاطفة والمشاعر والأحاسيس وذلك تصديقا لقوله(ص) (النساء ناقصات عقل) فالمعنى المراد والمقصود من قوله (ص) بهذا أن المرأة يغلب على تعاملها وتفكيرها المشاعر والعواطف اكثر من العقلانيه ، وليس كما يحلو للبعض أن يفسر ذلك بأنهن ناقصات ذكاء وإدراك وفطنة ،فمن انجبتك وربتك واحسنت تأديبك اسمى وأعظم من أن تتهم فى عقلها، وعليه فإن التعامل مع المرأة فن حقيقي لا يجيده الجميع ومع ذلك فليس الأمر بتلك الصعوبة التى يصورها البعض فعلى العكس تماما هذا الفن يعد بسيطا ماديا ولكنه رائعا معنويا ، ولنعى جميعا ان كل إمرأة مهما نضجت وبلغت من العمر عتيا وصارت زوجة وأما مازالت تسكنها تلك الطفلة الصغيرة التى تجرحها أقل كلمه وترضيها أبسط كلمة ولهذا أوصى (ص) بالنساء خيرا فقال (رفقا بالقوارير) إشارة إلى شفافيتهن وإحساسهن وتوجب الحذر فالقارورة حين تكسر قد تجرح ولا تعد كما كانت من قبل ،

فلا داع لهذا التعقيد فى التعامل معها فهى كائن ينشد الإهتمام والتقدير إذ أنها حينما تحب تعطى دون كلل أو ملل وجل ما تحتاجه منك أن تشعرها بقيمة ما تعطيه ، فلما التذمر والشكوى حال أن تطالبك المرأة بأبسط حقوقها عليك؟ أن تجدك بجانبها ما أن تكون بحاجتك فمن لها سواك ؟؟ وقد ولاك الله امرها فقال (ص) (اتقوا الله فى النساء فإنهن عوان عندكم)و المقصود ( بعوان ) أن المرأة أصبحت (اسيرة لديك) لا تستطيع أن تخرج للعمل بدون رغبتك ولا أن تزور أهلها بدون إذنك ولا تخرج برفقة صديقاتها إلا بعلمك ولا يحق لها التصدق بمالك دون موافقتك ،

فماذا لو أعربت لك بعد ذلك عن رغبتها بمساندة لها ؟ ماذا لو صارحتك بحاجتها اليك ومشاركتها أمور حياتكما واولادكما معا ؟ فمنذ تركت بيت أسرتها وأصبحت شريكة حياتك لم يعد هناك مايسمى بحياتك الخاصه ، بل أصبحت حياة واحدة تجمعكما معا فقد أصبحت لك السكن والحرث وصرت لها الستر والسند فلا تهتك لها سترا ولا تفش لها سرا ولا تسئ اليها ولا تبخسها قدرها ولا تقلل من شأنها ولا تنعتها بما ليس فيها ولا تثر غيرتها نكاية بها ولا تتعالى عليها فتشعرها بالضآلة ،ولا تبخل عليها بمشاعرك ومالك ، فهى نفس المرأة التى اخترتها بالأمس دونا عن جميع النساء لتكمل حياتك معها فماذا جد عليها حتى بت تضيق بها ذرعا ؟

ولمن ستلجأ بشكواك منها لتقص عليه اوضاعكما ؟ هل ستشكوها لصديقه لك؟ نظرا لكونها إمرأة قد تفسر لك سر تغير زوجتك التى أصبحت فجأة إمرأة أخرى غير تلك التى اخترتها وتزوجتها بالأمس، التى كانت تنشر البهجة والسرور بكل مكان تحل به ،و ماكانت ابتسامتها لتفارق وجهها ، واليوم باتت عابسه شارده صامته لا تبدى اية ردة فعل لما يصدر منك إن كان غضب أو رضا ، دون أن تدرك انت انك استطعت ربما دون قصد أن تجبرها بإلتزام الصمت خشية إن عاتبتك تصب عليها جام غضبك زاعما انك عجزت أن ترضيها اوتتفهم ماذا تريد منك؟ وهى لمن ستلجأ ليسديها النصح لأمها وأختها أو صديقتها أو ربما صديقها الذى يشكو لها بدوره مشاكله مع زوجته !

لما أصبح من السهل علينا أن نتخلى عن خصوصياتنا وان نطلع عليها الصديق والجار؟؟ لما تجردنا من حياءنا مع الغريب فصرنا نبوح له بما تضيق به صدورنا ؟حتى وإن كان صديقا أو قريبا؟ من المسؤل عن اتساع الهوة بيننا لهذا الحد حتى كدنا نهوى بها ؟ لما لا نبادر بمواجهة أنفسنا بما يفتقده كلانا من الاخر؟ لما لا نقوم معا بلم الشمل ورأب الصدع الذى كاد يدمر حياتنا حتى وصل بنا الأمر أن نقبع جميعا فوق فوهة بركان، لم لا ننحى العناد والخلاف جانبا ونضع نصب اعيننا حبنا وعشرتنا وبيتنا واسرتنا، لما لا يبادر كلا منكم بدعوة للمصارحة والمصالحه؟ نعم عليك أنت توجيه هذه الدعوة فقد يعتقد بعض الرجال إن وجهت له زوجته هذه الدعوة فهى تسعى لتمل عليه شروطها فيسئ الظن بها ويتأزم الوضع ،

لذا وكونك انت الراعى والمسؤل ورب هذه الأسرة عليك بالمبادرة، وتحين وقتا مناسبا وليكن يوم اجازتك وأبدى لها رغبتك للحديث معها فى أمرا هاما ، وبقدر ماستبدو عليها الدهشة بقدر ما سيثاورها الشك وينتابها القلق وحتما وبلا ريب ربما تعتقد أنك قررت الزواج بأخرى وتريد مصارحتها بالأمر ، هكذا نحن النساء نخشى دائما فقدان ما نحب ومن نحب !! حتى وإن تألمنا فلا ينال الألم من حبنا ، عكس الرجل إن تألم فإنه يكره ما يؤلمه ، ستجدها وقد تركت العالم خلفها ووقفت بين يديك تناشدك أن تفصح عما لديك ربما تسبقها إليك دقات قلبها الذى كاد ينخلع خوفا مما ستخبرها به !! فحاول ان تهدئ من روعها وتخفف من حدة القلق الذى اعتراها حتى صارت تتصبب عرقا، أمسك بيديها وربت عليهما بحنان وانظر اليها حانيا مبتسما محاولا طرد تلك الوساوس التى كادت تطيح بكل ثوابتها مهما حاولت أن تبدو متماسكة ، واطلق العنان لمشاعرك دع قلبك يتحدث عنك وانت تطالعها لترى بنفسك كيف لهذه المرأة العصبيه و العنيده الغيوره والمهملة أيا كان ما يضيرك منها أن تكون بكل هذا الضعف؟

وكيف لخوفها من فقدانك هذا الأثر البالغ ؟ ضمها إلى صدرك بقدر استطاعتك محاولا أن تعيدها لبيتها الأول (قلبك) ستجدها قد استكانت إليك وهدأت قليلا وهى تحاول أن تختبئ منك فيك وتحتمى بك منك ، ولكنها لن تقو على التفوه بحرفا واحدا ، تكاد تتحرق شوقا لما يدور بذهنك
وقبل أن يفتك بها فضولها ادن منها واهمس بأذنيها(احبك) وسأظل أحبك دائما ربما انشغلت عنك بعض الوقت ربما قصرت معك دون قصد ، ربما لم أكن بجانبك ما إن كنتى
بحاجتى، ولكنى لم اتعمد تجاهلك ولا إهمالك بقدر ما كنت ابتعد عن الصدام معك ،انتى عنيده وانا عصبي ولاننى أثق بحبك لى فهذا مايجعلنى أحتمل غضبك وثورتك وشجارك معى واصبر عليكى خشية أن انفعل فى لحظة غضب أمام عنادك فافقدك وافقد حبك لى وحبى لك الذى لا يعادله فى قلبي حب لإمراة أخرى ،

ربما لا تعلم انك بذلك قد احييت بداخلها قلبا كاد يئن تحت وطأة الجفاء والجمود الذى تحول بمرور الوقت إلى وصدود وبرود فى المشاعر ، لقد ولدت من جديد بين يديك بتلك اللحظات التى تغذي مسامعها بأعذب الكلمات ودفء المشاعر فالمرأة تحب بالآذن ، استمر بالعزف على اوتار مشاعرها والطرق على باب قلبها الذى سيفتح لك من جديد على مصراعيه ، صارحها دون أن تجرحها ، علمها دون أن تؤلمها ، عاتبها ولا تؤنبها ، عاملها كم تود أن تعاملك،

كن لها رجل تكن لك انثى، كن لها ملك تكن لك أميرة كن لها عاشق تكن لك متيمه، لا تجعلها تستجدي مشاعرك ولا تدع غيرك يهتم بها أكثر منك ،كن أقرب لها من نفسها، أمدحها فى حضورها بما ليس فيها لتدرك ما تنشده منها ، تودد إلى أهلها رحب بإستضافتها لصديقاتها بينما انت برفقة أصدقائك شاركها المناسبات العائلية دعها تفخر بزوجا لا ينفك يحاول اسعادها وإدخال السرور إلى قلبها، دع لكما يوما ثابتا كل شهر اصطحبها واولادكما مرة لزيارة أسرتك وأخرى لزيارة أسرتها ، دعها تمضى يوما بزيارة إحدى صديقاتها على أن تمضى انت هذا اليوم برفقة أبنائك ،

اجعل علاقتك باصدقائك المقربين عائلية لتتبادلا الزيارات فيزيد ذلك من ترابطكما ، اشركها معك فى ما يشغل تفكيرك مارسا معا بعض الهوايات ، اعهدها صديقتك المقربه وبئر اسرارك ، تعاهدا على أن يصارح كلا منكم الآخر بما يزعجه أو يجرحه لا تدعا الخلاف بينكما يزيد عن يوما واحدا، حاول أن تستوعب أن غيرتها عليك لحبها لك وليس تحكما بك ، تفهم مشاعرها المتضاربة ومزاجها المتقلب ببعض الأحيان ، واصفح بلا عتاب واصبر بلا شكوى ، كن لها حضن الأب ويد الأخ وأمان الزوج وقلب الحبيب ووفاء الصديق كن لها كمحمدا (ص) تكن لك كخديجة رضى الله عنها فلا تكن لها لا شئ وتريدها أن تكون لك كل شئ ولكم فى رسول الله أسوة حسنه وصدق رسولنا الكريم إذ قال (خيركم خيركم لإهله وانا خيركم لأهلى ) صلوات الله عليك وسلامه يارسول الله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى