إمرأة جريمتها الطلاق!!!!

بقلم :سهي سيد
إمرأة جريمتها الطلاق!!!!
الطلاق : كلمة باتت تتردد كثيرا في مجتمعنا الشرقي خاصة في الفترة الأخيرة حتي صارت اقرب إلي الظاهرة،
وبالرغم من إختلاف نتائج الدراسات حول تأثير الطلاق
علي كلا من الرجل والمرأة، إلا أن الواقع يؤكد أن المرأة
هي الأكثر ضررا عند الطلاق حتي وإن كانت هي من سعت إليه واصرت عليه ، حينما يكون هو الحل الوحيد والإخير
أمام الزوجين بعد إستحالة العشرة بينهما والإتفاق عليه.
ومع أن الله سبحانه وتعالي لم يجرم الطلاق وإنما وضع
له أحكام وضوابط في آيات محكمات منزلات في كتابه
العزيز ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ
وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ
يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (1)) الآية الاولي من سورة الطلاق.
هذه هي أحكام الطلاق التي انزلها الله سبحانه وتعالي
في كتابه العزيز، لم تجرم الطلاق وكذلك رسولنا (ص )
لم يحرم الطلاق وكيف يحرم ما اجازه الله؟ حتي وإن
ادعي البعض إستنادا الي حديث ضعيف مفاداه (إن ابغض
الحلال عند الله الطلاق) إلا أن الرسول (ص) حينما جاءته
امراة تشكو إستحالة العشرة مع زوجها سألها (ص) إن كان
زوجها قدم لها مهرا فعليها ان ترد اليه مهره ويطلقها تطليقا .
فماذا بعد؟؟ إن لم يك الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم
قد جرما او حرما الطلاق فلماذا نجرمه نحن؟؟!! ونعاقب به
المرأة عند طلاقها ومن منكم يعرف تلك الأسباب التي دفعتها
إليه؟ ربما كان هو العلاج الوحيد (البتر) وهو اقسي علاج قد
يخضع له كائن حي وضعيف مثل المراة التي قد تجبر عليه
وقد تدفع نحوه دفعا حتي تبدو وكأنها هي الكارهة فتجبر حينئذ علي التنازل عن جميع حقوقها التي شرعها لها الله !!.
وبعد ذلك تجد المرأة نفسها مدانة في كل الحالات إن سعت
له او اجبرت عليه،وربما يكون اول من يدينها اسرتها واقرب
المقربين لها !!! فضلا عن مساندتها والوقوف حدها حتي تجتاز تلك المحنه القاسية التي آلمت بها ولكننا نجد العكس
تماما إذ يتهمها الجميع بالتقصير والإهمال والتقاعس عن
القيام بما يتوجب عليها للحفاظ علي بيتها وحياتها الزوجيه
غافلين عن إذا كان الزواج نصيب فإن الطلاق إختيار وقرار.
قد يكون قرار احدهما اوكلاهما ولكن اصبح لا بد منه فلما
تعاقب المراة وحدها ولما تتحمل الجزء الأكبر من المسؤلية
ولما ينظر إليها بعض الرجال علي إنها إمرأة ضعيفة كسيرة
الجناح ويعتبرها مطمع سهل المنال ولما تنظر اليها النساء علي انها مصدر خطر يهدد امانهن وحياتهن فيبدأن بالتخلي
عنها والتهرب منها والتنكر لها والإساءة إليها؟؟؟؟!!! والأقسي
من كل هذا ان تشعرها اسرتها إنها صارت عبئا ثقيلا عليهم .
ماذنب تلك المراة ؟؟الا يكفي ان اوقع بها حظها العاثر في
رجلا توسمت فيه كل الخير فلم تري منه إلا كل مادفعها
للخروج من عالمه محمله بالالآم والأحزان والهموم تعاني
من نظرة مجتمع ظالم يكيل بمكيالين يناصر الرجل مهما يكن
والمراة وحدها من تدفع الثمن من كرامتها وحريتها وصحتها
لتعاني من فقدانها الثقة بالأخرين، والإضطرابات العاطفيه
والشعور بالذنب لسنوات حتي تستعيد توازنها من جديد.
فرفقا بتلك المراة التي وعدها بالأمس رجلا انها ستصبح
طريقه إلي الجنه فإسيقظت وقد القي بها إلي قارعة
الطريق رفقا بتلك المراة التي اكتفت برجلا واستغنت به
عن الجميع وإذا به يتخلي عنها في اقرب خلاف ينشأ بينهم
رفقا بتلك المراة التي فضلت رجلا بعينه دونا عن جميع
الرجال وفجأة تجده يتعالي ويتجبر ويتكبر عليها، فليس هناك إمرأة تسعي إلي كشف سترها او كسر ظهرها إلا قليلا.
قد يعتقد البعض انني انحاز إلي المراة في حديثي عن
المطلقة ولكني قصدت المراة التي اجبرت علي الطلاق او
دفعت اليه واعلم ان هناك كثيرات من النساء هن من اجبرن
ازواجهن عليه،ولكن من واقع تجربة لمثال حي تحدثت عنها
إمرأة اخفت عن الجميع طلاقها لسنوات إلا اهلها فقط خشية ان توصم بلقب مطلقة وتخضعها الظروف ان تصبح لقمة سائغة في افواه الجميع وكل جريمتها انها إمرأة مطلقه.!!!