سهي سيد تكتب :مش كل مرة…. تسلم الجرة

مش كل مرة تسلم الجرة
مش كل مره تسلم الجرة، ولا يلدغ المؤمن من جحرا مرتين
مثل شعبي وحديث شريف يدعوان إلي توخي الحرص و الحيطه والحذر في كل تعاملاتنا اليوميه ويترددا علي السنتنا إما للنصح والإرشاد والتوجيه، وإما باللوم والعتاب والتآنيب، حينما يعرض احدا ما نفسه لخطرا محدقا دون قصد منه
او تعمد بإلحاق الضرر بها او بغيره ، ولكن هذا لا يعفيه من تحمل مسؤلية ما ترتب علي تصرفه الأرعن والأهوج وتبعاته.
تبادر إلي ذهني هذا المثل ما إن تنفست إبنتي الصعداء بعد
أن أجاب السائق الامين إتصالها علي هاتف إبنة اختي والذي
فقدته بسيارته أثناء خروجنا للترفيه والتسرية عنهم عند
حضورهم لزيارتنا وقضاء عطلة نهاية الأسبوع بصحبتنا،
وفي هذه اللحظة استعدنا جميعا توازننا وأماننا النفسي
مثلها بعد ان كاد اليوم يتحول إلي مآتم وربما يصل الأمر
ان نقيم سرادق عزاء جزعا وخوفا لما بالهاتف من اسرار.
ولعلكم جميعا تدركون ذلك الهوس والشغف المؤذي الذي آلم
بأبنائنا بإلتقاط صورهم الخاصة وتحميل الفيديوهات طوال ساعات اليوم ونشرها علي مواقع التواصل الأجتماعي مثل انستجرام وتويتر وغيرها وكأنهم يتنافسون في إبراز أيهم احظي موهبة واكثر مهارة في محاكاة بعض مشاهير الفن والغناء،وبالرغم من تحذيراتنا المستمره بخطورة تصرفاتهم غير المسؤلة إلا انهم يضربون بكل هذا عرض الحائط !!!!
وكانت إبنتي قد تعرضت هي الأخري لحادث مشابه منذ
فترة ليست ببعيدة فقدت علي اثره حقيبة يدها وبها هواتفها وحافظة نقودها و هويتها و بعض متعلقاتها الشخصيه ولم تجزع لفقدان شئ بقدر جزعها لفقدان هواتفها وما تحويه من صورها الشخصيه هي وافراد العائلة والصديقات وبعض
جيراننا ،ولكنها قد اخذت حذرها مسبقا وقامت بوضع كود
سري يمكنها من حذف ملفاتها الخاصه حال فقدان هاتفها.
ولكن تلك التعبيرات التي رصدناها جميعا تكسو ملامح وجه إبنة اختي ما كانت تبشر بالخير مطلقا وإنما تنم عن ان الامر
جد خطير كاد الهلع والفزع اللذان تملكاها ان يؤديا بها إلي
توقف قلبها واعتقدت للحظة ما انها تخشي عقاب والدها او
تآنيب والدتها فحاولت ان أسري عنها واطمئنها ان لاداع لكل
هذا الفزع طالما انتي بخير فلا ضير إذن والتفت إلي اختي
أحثها أن تبث إبنتها الأمان وتهدي من روعها وتخفف عنها.
ولكن اختي توجهت بنظرها لإبنتها تحدثني: إنها لا تخشي
عقاب والدها ولا توبيخي لها، إنما جل ما تخشاه مايحويه
هاتفها من صورا شديدة الخصوصيه لها وصديقاتها وابنتي
ومحادثاتها معهم وما تحمل من اسرار الفتيات في مثل اعمارهن التي لم تتجاوز بعد الثامنة عشر عاما وعندئذ
رأيت علي وجه إبنة اختي نظرة تحمل إيما اسف وندم
وإعتذار صادق لإمها اعترافا بفداحة خطئها بدون قصد .
ومضت علينا ساعتين كعامين من الترقب والقلق وإذابهما عائدتين من لقائهما بالسائق الامين واستعادتا الهاتف ولحقتا
بنا ،حيث كنا نتتظرهما بإحدي الحدائق علي ضفاف نهر
النيل، وما كادت إبنة اختي تدلف إلينا تحملها اجنحتها
طيرا من السعادة وفرحا بإستعادة امانها النفسي والأسري
وإلا وقد وجهت حديثي لكلتيهما أن هذا درسا قاسيا يجب الاينسي لإن (مش كل مرة تسلم الجره) مش كده ولا ايه؟؟
ياريت كل بنت وهي بتعمل الچيميل تحفظوه وتحفظ الباسورد بتاعوه عشان لقدر الله اتسرق تلحقي ترجعيه من اي تلفون او لاب عندك ف البيت عشان ميعرفش ياخود اللي عليه وياريت اول باول تحطي الحاجه ع الاب اللي ف البيت او جهاز الكمبيوتر عشان يبقي ف حاجه تاذيكي