نسرين يسري تكتب:اعتذر لك سيدتي عن قسوة هذا العالم

لكل إمرأه تعيش في هذا الواقع المؤلم … اعتذر لكي عن قسوة العالم

اليوم الثامن/القاهرة

أعرف معني قضاء ليلة قاسية من التفكير يتبعها نوبات بكاء وتلاحقها كوابيس…. وأفهم جيدًا معنى أن تستيقظ امرأة بأطرافٍ مرتعشة وملامح شاحبة ونغزات قلب تتصارع مع رغبة عارمة في عدم النهوض من السرير وهي تفكر وتتساءل
متى سينتهي اليوم…وأفهم جيدًا شعور الرغبة في الاختفاء عن العالم ولو لحظات أو البحث عن مكان أكثر لطفًا وهدوءًا حيث الحب والضحك والسلام…..بإمكاني أن أقسم أن أقسى ما تفعله المرأة هو التحمل والتجاوز……فـالتي تتحمل خلق مخلوق آخر بداخلها تتحمل كل شيء.
الرجال قوّامون على النساء…..لكن الأمر يختلف في الحب….. فهناك نساء يغفِرن الخيانة…..لكن لا يوجد رجل يتحمل نطق حبيبته لـإسم رجل آخر…. وهناك نساء يبتلعن قسوة وإهمال وأحيانًا تعالي وظلم من أجل الحب….. لكن لا يتحمل الرجل قسوة حبيبته أحيانًا…. بل يشعر بالإهانة وأحيانًا يفكر في البديل عنها “مثنى وثلاث ورباع” هكذا ينتهي الأمر.
أعرف عن التحمل من أجل الأصل… والصبر من أجل الأمل في التغيير….. والتجاوز من أجل البقاء….. وأعرف عن كل لحظة كان لا بد أن تبتعد امرأة عن رجل وفضلت البقاء من أجل الحب…..
أعتذر لكي عن قسوة العالم…..عن اللحظات التي كان يجب أن ترحلي ولم تفعلي…..أعتذر لكي عن كل يوم مر باهتًا وباردًا في حياتك ….ولكل صباح لم يستقبلك بقبلة على جبينك ووردة…..أعتذر لكي عن ليالٍ قاسية قضيتها وحدك في بكائك وحزنك….. ودوما تقولين “أنا بخير” والحزن يأكل قلبك…..أعتذر لعجزي عن تغيير الواقع….. ولعجزي عن إسعادك دائمًا… أعتذرلأنني لا أملك عصي سحرية لأحول كل حطامك لبستان من الورد البنفسجي الذي تعشقينه…..لكل تنهيدة كانت تخبئ صراخًا….. ولكل دمعة تعانق إبتسامة كاذبة… لأن العالم قاسٍ وبارد ومُختل…. ولأن الواقع دنيء وسوداوي وحزين…..فأنا نيابة عن العالم أعتذر لكي.