مقالات وتحقيقات

رؤوف قنش يكتب:معهد الأورام .. والإتجاه المعاكس

اليوم الثامن

فى الحادث الإرهابى الذى تعرض له المعهد القومى للأورام وراح ضحيتة أبرياء ومصابين وكيف رأينا صور المرضى الذين يتلقون العلاج مشاهد مختلفة لإختلاف المرض ام تحمل طفلها ولم يستكمل علاجه بعد والصوره كشفت عن بكاؤها لما ينتظر هذا الصغير من مجهول ، وإبن يحتضن والده الطاعن فى السن وجهاز الإستنشاق على أنفه وقد جحظت عيناه من هول الحادث الإرهابى ، وأخر يهرول وقد حمل كيس الدم بيده اليمنى والكيس البولى باليسرى الكل يجرى المريض الواهن الضعيف وايضا القوى وقد يكون المريض لايقوى على قضاء حاجته بشكل طبيعى ولا يفارق سريره بسبب مرضه ولكن عندما سمع صوت الإنفجار هب مسرعا متمسكا بتلابيب الحياة وهناك أشلاء جراء الحادث تناثرت فى كل مكان وقد يكون المرضى أنفسهم قد رأوا ذلك بأم أعينهم فحمدوا الله أنهم مازالوا على قيد الحياة .

عقب الحادث فتحت مواقع التواصل الإجتماعى أبوابها تطالب وبأعلى صوت من خلال روادها الدكتوره هاله زايد وزيرة الصحة بتقديم إستقالتها من منصبها وذلك لفشلها فى إدارة الملف الصحى عامة كالنقص فى الدواء والمرضى يشترون حتى السرنجة من الخارج وإهمال كبير من الأطباء وكذا التمريض والمعاملة السيئه التى يتلقاها المرضى من خلالهم ، مرورا بالمبانى القديمة الغير صالحة وتستحق الإزالة منذ زمن بعيد ، قد يكون رواد التواصل لهم كل الحق فيما عرضوه ومطالبتها بالإستقاله وهذه اسباب وجيهة كنقص العلاج ومعاملة الأطباء والتمريض للمرضى والمبانى القديمة التى عفا عليها الزمن مع العلم أن كل ما ذكرته موجود ومورث منذ زمن بعيد وليس وليد الصدفة أو مستحدث ، لكن ليس من حقكم أن يطالبوها بتقديم إستقالتها بسبب وقوع الحادث الإرهابى بجوار المستشفى ليس هذا ذنبها ولاهى منوطة أن تنزل بنفسها الشارع وتنظم المرور وتعاقب من يسير عكس الإتجاه كما حدث حتى إسطوانات الأكسجين التى إنفجرت موجوده فى أماكنها المتبعة وان حدث تغيير بسيط فما ذنبها إذا ليس دفاعا عنها كمسئوله أن توفر العلاج وتراقب سلوك الأطباء والتمريض والعمال وتحسين الخدمة والقضاء على طوابير الإنتظار من حقنا محاسبتها على كل هذه الأشياء وأكثر وإن لم تستطيع أن تقضى على هذه السلبيات نطالبها فورا بتقديم إستقالتها ويكون فى هذه الحالة طلب مشروع ، أما وإن وقع الحادث والسبب عمل إرهابى ماهو المطلوب منها حينها هل نطالبها بأن تقف أمام السيارة المحملة بالمواد المتفجرة وتفجر نفسها ؟ هل كانت تعلم أن سيارة الميكروباص كانت فيها هذه المواد المتفجرة وتقاعست بالإبلاغ عنها ؟ هل المطلوب منها أن ترتدى زى المرور وتنظم المشاة وتكتب المخالفات وتقبع تحت إشارة المرور ؟ هل هذا دورها ؟ ولماذا لم يأت المرور فى الإتهامات والتقصير وإقتحام السيارة الطريق المعاكس ؟ ليس دفاعا عن وزيرة الصحة الغير مسئولة عن وقوع الإنفجار ونحاسبها عليه ، بل نحاسبها على الإهمال الموجود فى المستشفيات المستشرى منذ زمن بعيد جدا والحياة لمن ينادى .

الحل ليس فى أن أقيل وزير وأعين أخر هذا ذاهب وهذا أت وأيقنت بما لايدع مجال للشك أن الفكر واحد ويقترب من كونه عقيم ويفتقد الإبداع والتفرد ، الكرسى واحد والأشخاص هم المتغيرون وبنفس الفكر وأعتقد أنه ليس هناك خطة طويلة الأجل وخطوط عريضة يسيرون عليها وتدار الأمور بطريق عشوائيه ، الشوارع مكتظه بالأشخاص العاديون أنا وأنت وهؤلاء ، اما الوزير يلزم مكتبه خشية أن تصيبه ( ضربة شمس ) أو أن يتسخ حذاؤه وبنطاله كل الوزراء إلى القليل جدا منهم مقصرون نجدهم يتحركون فقط عندما تحدث كارثة ونجدهم يشجبون ويستنكرون انا لا الوم الوزير بقدر ما الوم من إختار هذا الوزير الذى لم يقدم المطلوب منه وينقل وزارته لمكان غير معتاد وتقديم الخدمة كما ينبغى ، نحن لسنا فى عجل لإصلاح ذلك ولكن لابد وان يكون هناك علاج لكل العيوب التى تعترينا اذا أردنا بالفعل الإصلاح ولاداعى أن نغطى الجرح وهو غير نظيف سيظل المصاب يتألم ويتألم مثلما حالنا الأن ونسير فقط بالمسكنات والمهدئات ولا اعرف الى متى سنظل هكذا !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى