فضفضة من القلب…بنتي بتضيغ مني الحقوني

تكتبها :لبني صالح

جاءت كلماتها تحمل هموم وألم سنين ، تبحث  عن حل او بارقة امل  تعيد لها  ابنتها  الجميلة للحياة كما كانت ،قالت:

“بمر بتجربة صعبة قوي في حياتي ..انا ام ل ٣ بنات افنيت حياتي عليهم في ظروف صعبة جدا ومع زوج نرجسي متعب وخرجتهم من احسن المدارس والكليات والناس بتحلف بيهم.

مشكلتي
مع واحدة من بناتي وهي شابة غاية في الجمال والادب والرقة بدأت تلفت انظار كل اللي حواليها من وهي ١٥ سنة ..معجبينها كانوا كتير جدالغاية ما ارتبطت باحد زملاءها في عمر ٢١والحقيقة الولد كان بيحبها جدا و يتمنلها الرضا ترضي ولكن الحلو ما يكملش ..كان كداب جدا  معيش نفسه في ظروف غير الواقع احلامه و حواديته ليس لها علاقة بواقع حياته.كنت دايما باحذر بنتي من النقطة دي ولكن المشكلة ما ظهرتش بوضوح قدامها الا قبل كتب الكتاب باسابيع لما اكتشفنا انه مدخل نفسه في مشاكل مادية شديدة وناصب علي ناس .. فاخذت بنفسها قرار بفسخ الخطوبة.

وطبعا مش عايزة اقولكم كانت حالتها ايه بعدها ..قصة حبها من سن الشباب ولمدة سنوات بس النصيب..بعد سنة تقريبا اتقدم لها طبيب جراح هادئ وناجح وجت والدته طلبتها وكانوا مستعجلين فبدأنا في اجراءات العفش وترتيبات الجهاز بس طبعا الحلو ما بيكملش ..اكتشفنا الوجه الآخر للام ..استاذ دكتور مش عارفة في ايه ممشية ولادها بالريموت كنترول.. شديدة البخل .. شقة الزوجية بتاعة بنتي ممنوع نشوفها او بنتي تشوفها او ابنها يشوفها هي اللي حتوضبها بالاسلوب اللي هي عايزاه
. فلوس شغله الشخصية بيسلمهالها تعمله بيها شهادات و ممنوع يطلب منها لاي سبب كان يادوب مصروف في ايده..اي والله .. طبعا اترعبت اسيب بنتي في هذه الظروف و مع هذه السيدة فآثرت اننا ننفصل رغم ان غالبية العفش كنا ابتدينا الشغل فيه ..
و دي كانت تاني صدمة عنيفة في حياة بنتي الجميلة ..وقفلت علي نفسها واصبحت لا تثق في اختياراتها وابتعدت عن الناس و كرست حياتها للشغل و تمر السنين شغل وبس وباب مقغول في وش اي حد يحاول يقرب منها الي ان ينجح احد الشباب في لفت نظرها بعد محاولات كثيرة جدا و تظل تفكر كثيرا حتي تتجنب اي خوازيف وتتم الخطبة وهي سعيدة بالشاب وبالعائلة الجميلة وبان اخيرا ربنا عوضها.. تبدأ فقرة اختيار الشقة والفرش(طبعا فرش جديد لانها قفلت من اللي قبله) ثم فستان الفرح ثم ميعاد الفرح ولكني اري فرحة ابنتي دائما مش مكتملة ويوم عن يوم الدموع في عينيها و صلاة طويلة افهم من نفسي انها صلاة استخارة ..واكتشف ان الشاب اللي كان الناس بتحسدها علي معاملته لها اصبح شديد العصبية معها صوته بيعلي علي اتفه سبب .. خصام لفترات طويلة..رفضة لاي راي غير رايه و صوت غير صوته ..طب ايه السبب .. مافيش سبب ..تحول غير مفهوم.. وهي فقدت الشغف لاتمام اي حاجة تخص الزواج ..وانا اصبحت خائفة ..اللي بيزعق بالمنظر دة و بالعصبية دي في فترة الخطوبة حيعمل ايه بعد الجواز..ازاي حيعيشوا في بيت واحد وهو بهذا التجهم والعصبية..ثم تأتي النهاية المعتادة قرار فسخ الخطوبة من جانبها بدون اي اعتراض من جانبه  .. كانه كان خايف من خطوة الجواز..

عارفين يعني ايه ..عارفين حالتها ايه ..طب عارفين حالتي ايه .. جهاز وكراتين وفستان فرح وناس الي الآن لسة ماعرفوش وبيسألوا هو الفرح امتي ..انا مش زعلانة علي اي واحد احنا سبناه لاني شايفة ان ولا واحد فيهم يستاهل حنيتها و قلبها الكبير  انا زعلانة عليها..١٢ سنة من الحظ السئ..وارجع واقول احسن ما تتجوز وتطلق او ترجعلي مضروبة .. بس ليه هي..بنتي اللي كانت شعلة حيوية ودم خفيف وعنين كلها بريق بقت مطفية .. حزينة.. وانا مش عارفة اعملها حاجة ..انا حرفيا باموت من قهرتي عليها..الفكرة مش الجواز ..الفكرة في التجارب اللي حولتها لشخصية مختلفة ..لو مش بتشتغل تبقي نايمة او مش بتتكلم ..اعمل ايه .. قولولي رايكم لو سمحتوا..وما حدش يقولي اننا كان لازم نقبل اي وضع غلط .. بناقص الجواز لو حيكون سبب في تعاستها .. هي شخصية معطاءة فبجد لو مش حترتبط بشحص يتقي الله فيها بناقصه ..مش قضيتي الجواز دة نصيب ..انا اللي عايزاه بنتي ترجع بنتي بتاعة زمان اللي وشها كله ضحك وسعادة .. كل ما بابصلها وهي نايمة و مش بتتفاعل مع اي حاجة باموت.”

رأي  الكاتبة “لبني صالح”

لكاتبة القصة اقول  :

لكي  عزيزتي  عظيم التحية  والتقدير، لخوفك الشديد علي ابنتك  ووقوفك  بجانبها، في عدم وجود ملحوظ لدور الأب في حياه ابنتك.
ربما ابنتك تتمتع بجمال الشكل ،ولكنها لا تتمتع بالذكاء  العاطفي، هي تبحث عن حنان الاب قبل البحث عن زوج،ربما ما تتحدثين عنه عن نرجسية الأب ،جعلها لا تحسن  الإختيار وتنساق مع اول تيار  من الكلمات المعسولة والتي  تدل الحب والاهتمام،وتتحكم أحلامها  بمجرد الاصطدام بالواقع.
ما حدث لم يكن شرا  ابدا  هو خيرا  لها،يجب أن تتعلم منه  كيف تواجه المجتمع  بشخصية  اقوي  متميزة ،هي فقط تحتاج لتغير  جو السفر إلى  أماكن مختلفة  تكسبها  طاقة إيجابية،ولا تجعليها  تبرر  لأي إنسان في المستقبل  أسباب  فسخ الخطوبة  هي كلمة واحدة  “مافيش  نصيب  او طبعنا  ما اتفقناش”.
ومن خلال حديثك علمت أن ابنتك  قريبة من  الله،وذلك سوف يساعدها انها تعلم  أن الله سوف يعوضها  بكل خير  بإذن الله.
اجعليها  تغلق باب  قصة حبها  الأولي  تماما ، فالزجاج لا يجرح  إلا إذا انكسر  وتناثرت بقاياه دون أن نلاحظها.