الطب بين الرحمه والعذاب

بقلم: مؤمن التوني
تعتبر مهنة الطب هي من أقدم المهن التي عرفها الإنسان ، و التي لابد من وجودها ، والطبيب بردائه الأبيض كملاك الرحمة للمرضى، وعند رؤيته تهدأ النفوس
ينفي حزننا وشقاء بعضنا من بعضكم.. وإن كان الشقاء يشفع له عطاؤكم وإنجازاتكم العظيمة في تخفيف آلام كثير من المرضى، لكن هذا لا يمكن أن نرى دمعة الحزن فيمن كان مصابه نتيجة خطأ، من بعضكم حيناً، أو إهمال وتسرع وعدم اهتمام من بعضكم الآخر، وإن كانوا قلة ولله الحمد .
.. ولا تحسب أيها الطبيب القارئ أنك على العموم متهم ما دمت طبيباً، ومن منا لا يخطئ، لكني أتحدث عن الخطأ الواقع لأسباب لا يمكن أن يقبلها عقل عاقل ، وهو الاهمال فى التشخيص الذى من الممكن يكون سبب دوامة لا يوجد بها اخر سوى الوفاة ايها الطبيب الشهم مقدار ما تخلفه من فرحة وسعادة في قلوب الناس الذين يشفيهم الله على يديك.. لكن هل تعلم في المقابل مقدار الحزن الذي تورثه لمن يقع ضحية بين يدي بعض زملائك.. لا تقل إن في هذا الكلام تجنياً عليهم. ليس بذلك ولست أنا من يحب التجني، ودون أن ننسى فضل الأطباء على الناس، لكننا في المقابل لا بد أن نذكر أن أطباء اليوم لا يتنافسون على دخول كليات الطب من أجل الإنسانية، لكن باعتبارها كليات النخبة التي تضمن لصاحبها مالاً وفيراً ومقاماً رفيعاً..
وما من أب وأم اليوم – إلا من رحم ربي – يشجعان أبناءهما على دراسة الطب ويدفعانهم فقط ليكرسوا أنفسهم خدمة للبشرية جمعاء، وكل الناس – إلا ما ندر منهم – يؤملون أنفسهم بالثوب الأبيض كمهنة إنسانية، لكننا أيها الطبيب ما عدنا نجد ذلك في معظم الأحيان، فالطب بات كسائر المهن، كلما دفع المريض أكثر كلما نال من العناية أكثر، ولا يخفى على الناس دفعة ، سؤال يطرح نفسه لماذا الطبيب يقوم بتشخيص خطا ؟ هل مشكلة كليات الطب او مشكلات النقابة لما يقدموه للطبيب من امكانيات وعدم وضع الطبيب تحت عدة اختبارات تمكنه من التشخيص الصحيح
وفى النهاية اقول لكم دون الطب لكانت الحياة جحيماً لا يطاق، ولما استطعنا أن نمارس حياتنا بشكلٍ طبيعيٍ دون ألمٍ، ولزادت الوفيات، فالحمد الله على نعمة الطب والأطباء. وإلى كل طبيب كن أهلاً لهذه المهنة، ولا تجعل من الطب مهنةً مهينةً، والتزم بأخلاقياتها، ولا تجعل هدفك مادياً بحتاً، فإنك تعمل في أسمى المهن، وحياة الناس وراحتهم بين يديك، فعمل لمرضاة الله، وليجزيك الله كل خيرٍ