اخبار الفنمقالات وتحقيقات

خالد عاشور يكتب: شيرين…وحلق رأس المجتمع

خالد عاشور يكتب: شيرين.. وحلق رأس المجتمع.

اخبار كوم/القاهرة

تقول الأسطورة اليونانية القديمة أن “ميدوسا” كانت من آلهة اليونان تتمتع بعذرية ونقاء وجمال لا يوصف حتى انها تفوقت في جمالها على ربات الجمال.. اشتهاها كل الرجال والآلهه حتى جاء اليوم الذي أغتصبها فيه إله البحر بوسيدون في معبد إلهة الحكمة أثينا.. فما كان من اثينا الا ان عاقبتها بان حولت شعرها الى جدائل مكونة من الثعابين تتحرك في كل اتجاه.. واصيبت بلعنة ان كل من ينظر اليها يتحول الى صخرة.. هكذا عاقبتها “الهة الحكمة ” في تاجها واكبر دلالات جمالها وهو شعرها.. المجتمع والأديان تفعل هذا وتعتبر شعر المراة عورة يجب ان تحجبه عن الرجال.
أما تاريخ جمال وساحرية شعر المرأة وأهميته ظهرت في معظم الأغاني العربية وعلى الأخص في أغنية “قارئة الفنجان” لنزار قباني والتي غناها عبد الحليم حافظ:
“والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا”
بينما في أغنيته الأخرى “بتلوموني ليه” لمرسي جميل عزيز:
“والشعر الحرير على الخدود يهفهف ويرجع يطير”
ثم جاء محمد منير في اغنيته “الطول واللون والحرية” ليقول :
“بالظبط الشعر الى بحبه..الطول واللون والحرية..ده مهفهف علي وشك لعبه”
المرأة التي تحلق شعرها تعلن تمردها على ثوابت المجتمع وذكورته ونوع من القوة وتحدي لتلك الذكورة في تقمصها كما يفعل الرجال ذوي الشعر القصير في معظمهم.. بداتها المراة منذ زمن بقص شعرها تسريحة ” ليجراسون” كمحاكاة للشكل الذكوري.. في حين ان الرجل ذاته كان في القديم يفعل ذات الفعل ويتباهي بطول شعره .. بل كان مصدر قوته كشمشون الذي حين اريد خيانته حلق شعره ففقد قوته وقتل.. وكما في فيلم الطوق والأسورة حين مرضت البطلة حلق شعرها.. وحين اخطات ابنتها فعل بها ذات الفعل.
شعر المرأة واحد من مؤشرات حالتها النفسية.. فاذا لعبت فيه كثيرا باصابعها فهي متوترة.. واذا اهتمت به كثيرا فهو اشارة الى شعورها بالوحدة ولفت النظر.. واذا تقصف شعرها فهي حزينة.. واذا تساقط فهي مريضة.. شعر المرأة علامة من علامات انوثتها المهمة.. والمراة التي تحلق شعرها لا يعني كونها ضعيفة.. صحيح يعني انها في حالة اكتئاب وتوتر.. ولكنها بحلاقة شعرها تنزع معه ضعفها وتعلن ثورتها.
شيرين عبد الوهاب من الأصوات التي اعشقها لأحساسها في الغناء اولا.. ولدفء صوتها ثانيا.. فنحن الرجال جيدون في الكتابة عن الحب بالكلمات.. نحن الرجال ظاهرة كلامية.. نتكلم عن الحب كثيراً.. ولكننا لا نمتلك مقدرة المراة في التعبير عنه بالأحساس.
هذه حياة شيرين الخاصة.. تحلق شعرها.. تربيه… هي حرة.. لم نعرف على وجه الدقة ما عانته في زواجها.. ولم نسمع الطرف الآخر في العلاقة.. ففي الخلافات الزوجية كلا الطرفين يرى انه على حق.. وللاسف المجتمع يتلذذ بخلع الأستار عن الحياة الشخصية للناس.. نحن مولوعون بالفضائح.. مولوعون بنهش حياة الغير.. المجتمع الذي يرى صوت المراة عورة وشعرها عورة.. وهي ذاتها مجرد عورة.. يتلذذ بتعرية وحلق خصوصيتها.. ما فعلته شيرين حين ظهرت حليقة الشعر انها قامت أولاً بحلق شعر المجتمع العاري الرأس وفارغها من اساسه.. تشغلنا القضايا الفرعية عن القضايا الأساسية لأننا حليقي العقول.

خالد عاشور يكتب: شيرين.. وحلق رأس المجتمع.
الفنانة شيرين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى