
اليوم الثامن/ القاهرة
مهاجرة
بقلم / نهى على
لقد حان الوقت .. دعك من النظر إلى جدران معبد الأيام الماضية .. الصورة الوحيدة التى يجب النظر إليها هذة .. تقدمى وتمعنى النظر فيها جيدا يا صغيرتى الفارسة .
تقدمت ببطء وأنا أتنفس بعمق .. عبراتى داخل عيناى مكبلة ،، أسيرة لكنها صامدة حتى لا تسقط ولكن تريد أن تموت ميته فارس شجاع داخل ساحة معركته الأخيرة مع الألم .
شاهدت الفارسة التى تركب جواد أبيض ناصع البياض تقبض بيديها بقوة على لجام حريتها .. وهنا وجدت يد حكيم الحكايات يبتسم قائلاً لى بحنو :
هذا أنتى .. فارسة كل حكاية وسنابك خيل كلماتك تدق بقوة أرض كلماتك وصفحة مشاعرك فهيا ولا تتردى وتنظرى خلفك .. دع أوراق خريف الأوجاع تتساقط أمامك على أرصفه الثبات .. ولتجرفها رياح التحدى بعيدا .. بعيدا .
الرحلة ستبدأ ومازال فيها الكثير يا حلوتى هيا بنا ..
خرجت من معبد الذكريات .. تاركة كل لحظات المشاعر والأهات وإكتفيت بنظرة وداع وإبتسامة فوق الشفاه .
جهزت جواد الصمود .. ربت على رأسه وإحتضنته فى مؤازة ،، وحكيم الروح ينظر لى .. لم أتمالك نفسى وألقيت بنفسى فى صدره ،، لقد سقطت الدموع فى صدره صريعه لكن بشرف وعزة الفرسان .. تركتها تموت بدفء وسلام .
أبعدنى عن صدره برفق وإبتسم قال لى :
الرحلة الحقيقة أوشكت على البدء ،، أنت مستعده لها يا صغيرتى العاقله وطفلتى الكبيرة .. ولكن إنظرى من أتى كى يصافحك
أشار بيده وبسط كفه
شهقت بسعادة والدموع أخرى،، وليدة.. تشق مجرى مأقى .. وهتفت :
بوسيدون ..
رد بوسيدون فى حب :
نعم هل كنت تودِ الذهاب هكذا بلا لقاء بلا وداع أميرتى . جنيتى المفضلة
التى كبرت ،، وعرفت وفهمت سر الرحلة .
كل ما فعلتيه صواب .. سافرى ،، هاجرى ودعى ما فات .. وإستقبلى العطايا والمنحة الإلهية ..
كم أحب عناقك وحديثك بوسيدون .. أيها الإمبراطور الأزرق المهيب الذى لا يشيب أبدا .
ضحك بوسيدون وفى مغازلة ومرح :
إإإذن دعينى أقبلك قبلة قوتى .. وأمسح على رأسك ..إحتراما وعشقا جنيتى
صندوقك مازال معى وما فيه .. ولن يظهر إلا إذا كان حقا المختار . وقتها سيعرف ما به فهنيأ لك برحلتك .
مسحت عبراتى الغزيزة وأنا أجاهد كى أبتسم .
ودعت حكيمى .. وإمبراطورى .. ثم إمتطيت جوادى العنيد الذى أطلق صهيلا عاليا كأنه يعلن عن إستعداده .. أمسكت لجام الحرية وشددته وكفى تلوح مودعه ثم نظرت ناحيه الأفق وأنا أردد فى نفسى :
مهاجرة .. مسافرة بين عالمين .
بين أمس عازفا بناى حزين
وبين مستقبلا أنتظر منه عوض السنين
مهاجرة
تمت …
نهى على



روعه احسنتم