قهوة اليوم الثامن

قهوةاليوم الثامن .سهي سيد تكتب: “توبه من دي…. النوبه”

ضيفة القهوة اليوم الكاتبة سهي سيد … تروي لنا:

توبه من دي النوبه

حرمت اركب تاكسي، وتوبه من دي النوبه كانت اول
جمله علي لساني بمجرد ما الظابط رجع لي بطاقتي
وقالي تقدري تروحي دلوقتي واوعي تركبي تاكسي
تاني مع حد متعرفيهوش بعد كده، خدت منه البطاقه
وديلي في سناني وقولت يافكيك وجريت ع البيت.

مانا اصلا كنت نازله وسايبه بنتي نايمه وكان يادوب
عمرها تلت سنين ،وده بعد ماتصلت بيه امل صحبتي
نزلت تجيب حاجات من البقاله ونسيت مفاتيح شقتها
جوه مع محفظتها وهي كانت ساكنه في اكتوبر من
فترة قريبه ومتعرفش حد وجوزها وصانا عليها انا
وجوزي لحد ما يخلص ورق اقامتها ويبعت ياخدها.

ومن سوء الحظ اليوم ده قمت انيم البنت وعيني غفلت
جنبها وفجاه سمعت جرس التليفون الارضي طبعا
مش موبايل هي كان معاها المهم انها خدت تاكسي قالت
له شبرا علي اساس توصل عندي انزل احاسب السواق
ونطلع لكن لما بتقفل بتقفل من كله،التاكسي اللي جايبها
حصل فيه عطل والسواق قالها معلش مش هاقدر اكمل

خدي تاكسي تاني واللي مكنش السواق عارفه ان
الابله مفلسه وراكبه معاه عشان يوصلها ليه وادفع
له وطبعا مكنش قصادها غير انها تقوله الحقيقه
قالها والحل ايه قالت هتصل باختي تيجي تاخدني
وتحاسبك وفعلا اتصلت بيه لكن مش هو ده اللي
حصل عشان اللي حصل حاجه تانيه خالص !!!!!

المهم اتصلت بيه صحتني من النوم طبعا خضتني من
اولها الحقيني ياسهير انا ف الشارع ومش معايا فلوس
والتاكسي عطل ومش عارفه اعمل ايه تعالي خديني
وطبعا موقف زي ده مش محتاج كلام ولا تفكير خالص
لبست اول حاجه قابلتني بنطلون ترينج واي قميص و
خدت بعضي ومحفظتي ونزلت جري علشان الحقها.

وقتها الساعه كانت اتناشر ونص تقريبا وقفت علي
المحطه اشاور لتاكسي مانا معرفش مواصلات ايه
بتروح المهندسين قولت مبدهاش خلاص اخد تاكسي
وفعلا شاورت لتاكسي والتاني محدش رايح لحد ما
شاورت لتاكسي وقف وكان فيه حد راكب قولت له
المهندسين قال ماشي بس هانزل الاستاذ احمد حلمي.

قولت تمام ولحد كده كله كان ماشي كويس لحد ما
وصلنا احمد حلمي وقبل عشرين متر تقريبا مكان ما
هاينزل الراجل اللي معايا وفجاه نلاقي كمين وقفنا
وهاتوا البطايق بتاعتكوا بطلع محفظتي ملقيتش فيها
البطاقه والراكب اللي معايا طلع له جواز سفر وهنا بقي
كانت الكارثه ازاي تركبي تاكسي مع حد مش مصري.

تصدقي وقتها اي مصري تاني كان هاينقذك لكن مش
مصري هي دي المصيبه لقيت الباشا الظابط بيقولي
مين ده وراكبه معاه ليه؟ قولت هو مين وراكبه ايه؟
انا راكبه تاكسي هاسال اللي فيه انت مين؟؟ وجنس
اهلك ايه؟ انا مالي، كان الراكب اما سوداني او صومالي
والله ماحسيته غريب سمار ابويا واعمامي افارقه يعني.

وده لقب عيلتي والله مخدتش خوانه من الاول سوي
كان مصري ولا غيره لا كلمته ولا كلمني ولا دار كلام
من اصله خالص،الباشا الظابط حب يقرص علي اخونا
السوداني عشان يخوفه لكن التاني طلع اسد وكشر
عن انيابه برطم له كم كلمه وحمر له عينه راح مديه
جوازه ومشاه والتفت لي انا وتعالي لي هنا يابطه.

كل ده وانا واقفه زي الاطرش في المولد مش فاهمه
حاجه في اي حاجه هو فيه ايه؟ وانا هنا ليه؟ والبت
اللي في الشارع دلوقتي عامله ايه؟ وبنتي لو صحيت
هايجرالها ايه كل ده دار ف بالي وانا واقفه قصاد الباشا
الظابط مستنيه حكمه،ف الوقت ده حاول السواق يوضح
للظابط ان مليش ف التور ولا الطحين وده كبرت فدماغه.

تروح القسم وحد يجي يضمنها دي معهاش بطاقه احاول
اجيله يمين وشمال وده راسه والف سيف جوزك او ابوكي
يجي ياخدك مش بتقولي متجوزه ،ماهو شايفني عيله مطلعه كارنيه معهد وشويه اقوله بنتي لوحدها وجوزي ف الشغل وابويا ف الشرقيه تاه مني قال حد منهم يجي
يضمنك وروحت القسم لحد الباشا ما يخلص نابتشيته.

ده كله والسواق واقف مش عارف يعمل حاجه خالص
طيب يابنتي اعمل ايه دلوقتي عشان اساعدك في
الورطه اللي حطيتك فيها دي قولت خد الرقم ده دي
اختي اللي كنت رايحه اجيبها واقفه ف المكان الفلاني
روح هاتها للبيت عندي تجيب لي البطاقه انت وهي
تفضل مع البنت وتكلم جوزي وبابا تعرفهم الموضوع،

ومابين اللي حصل ف القسم لحد ما البطاقه جت لي كان
النهار طلع وامل كلمت بابا وخالد وقبل ما حد منهم يجي
لي او حتي يوصل البيت كان الباشا الظابط وصل القسم لاقني قاعده في اوضة النوباتشي قالي ايه ده انتي لسه
هنا قولتله قالوا حضرتك لازم تقفل المحضر قالي فين بطاقتك شافها، قالي ياريت بعد كده ماتركبيش تاكسي مع
حد متعرفيهوش قولت له حرمت اركب تاكسي بعد كده
( وتوبه من دي النوبه)

علي فكره القصه دي حصلت لي من عشرين سنه لكن
طبعا ماتتنسيش مش كده ولا ايه اضحك الله سنكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى