قهوة اليوم الثامن

قهوة اليوم الثامن…”تامر عبد رب النبي”يكتب: من عطفة غزلان…لباب الشعرية

قهوة اليوم الثامن…"تامر عبد رب النبي"يكتب: من عطفة غزلان…لباب الشعرية

اليوم الثامن/القاهرة

ضيف القهوة اليوم الروائي الكبير “تامر عبد رب النبي يروي لكم بأسلوبه المتميز والبسيط حكايات من زمن فات.

قهوة اليوم الثامن…”تامر عبد رب النبي”يكتب: من عطفة غزلان…لباب الشعرية

“اجمل شئ في مناطق مصر الشعبيه القديمه هي الايمان بالفطره .انا فاكر لما كنت بشتغل زمان في فرق باب الشعريه كنت بلاقي الراقصات الغلابه بتوع الافراح الشعبيه مش بتوع الفنادق والبارات أقصى طموحهم التوبه .عشان من جواهم كانوا بيخافوا من ربنا اكتر ما كانوا بيخافوا من كلام الناس ونظراتهم …
البوابه ديه انا عديت منها زمان انا وواحده رقاصه كان اسمها عيون اول ما عرفت انها حامل حلفت انها ما تدخل على ابنها قرش من الرقص فلزمت بيتها وهجرها زوجها لليبيا …انا فاكر يوم ما عديت بيها من البوابه ديه وهي على وشك الولاده وفي شده الألم والتعب واخترتني انا بالذات تتسند عليه لاني الوحيد من معارفها اللي كنت تركت العمل بالافراح واشتغلت بالمؤهل العلمي .
انا عديت بيها في نص الليل انا وهي و2 جنيه كانوا في جيبي من عطفه غزلان بسوق الزلط لمستشفى سيد جلال بباب الشعريه واول ما شافت كلمه الله على البوابه قالت لي الله ديه الكلمه الوحيده اللي بعرف اقراها واكتبها لاني ما بعرفش اقراء ولا اكتب .فأمانه عليك لو حصلي حاجه وانا بولد تعلم ابني الفاتحه عشان يقراها على روحي …
وحتى لما وصلنا المستشفى وهي في شده التعب كانت بتقول يارب واستلموها مني على البوابه لانهم كانوا بيمنعوا دخول اهالي المرضى الغلابه وكنت سامع صوت الستات الغلابه في عنابر الولاده وهي بتصرخ من شده ألم الولاده الطبيعيه بدون مخدر او مسكن من نص الليل لتاني يوم الظهر لحد ما رجعت بيها انا وهي وابنها
…الواحد كل ما يمر من باب الشعريه ويفتكر ايام الفرق والافراح بيشعر اننا لم نكن اصدقاء زفه وهيصه وافراح فقط بل كنا اصحاب في المحن والشدائد”

قهوة اليوم الثامن…"تامر عبد رب النبي"يكتب: من عطفة غزلان…لباب الشعرية
تامر عبد رب النبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى