قهوة.اليوم الثامن…عماد الجندي يروي…”أحمد حجازى ..القاطن فى دير النحاس .،،1 “
سلسلة من الأحداث الجميلة والمشوقة…يرويها لنا الكاتب الكبير. ضيف القهوة اليوم.ا.عماد الحندي
أحمد حجازى ..القاطن فى دير النحاس .،،1 ،،
زى النهارده من ١٢ سنه كنّا قاعدين شله كبيره على قهوه فى الشيخ زايد بنلعب طاوله و نهزر و كان بيجى رجل كبير اسمه الحج سعيد يقعد معانا، كان بيعتبرنا ولاده الاشقياء، كان بيحب هزارنا و جنانا، كان بيشوف فينا شبابه، و فى وسط الهزار وقع الحج سعيد بالكرسى مغمى عليه،
أخدناه و جرينا على مستشفى الشيخ زايد، و كنّا نعرف كل الدكاتره، و انقلبت المستشفى لان الحج سعيد كان حبيب الناس كلها، اكتر من نص ساعه بيحاولوا يفقوا فيه و مفيش أمل، و بدأ دكتور عادل يقولنا خلاص سلموا امركوا لله البقاء لله، بدأنا نتجنن كلنا و حاله انهيار للشله كلها، ماعدا ممرض
فى اللحظه دى يقع الممرض على الارض، جاله حاله هيستريا و تشنجات و بيردد جمله واحده ( الحج عايش) و فعلا بدأ الحج سعيد يفوق، و الممرض بدأ يدخل فى غيبوبه الدكاتره و احنا مبقناش عارفين نعمل، و فجاه مات الممرض الطيب اللى فضل فى بالنا لحد اللحظه دى، كان رمز للإصرار و الوفاء لحد بيحبه
كان بيحب الحج سعيد و بدأ يصرخ و نط فوق الحج سعيد و قعد يضغط على صدره يحاول يفقوا، قوم يا حج انا هموت لو حصل لك حاجه و فضل يحاول و الناس تشده من فوقه، و هو رافض بإصرار عجيب، و بيقول الحج لسه عايش عايش كلمنى يا حج، و تحصل المعجزه و فجاه يكح الحج سعيد و يبدأ يفتح عينه
بعد الواقعه دى قعدنا فتره طويله مش قادرين نضحك زى زمان و الشله اللى كان صوت ضحكها يسمع اخر الشيخ زايد مبقتش زمان، بس كلنا اتعلمنا الدرس، لما يكون عندك بتحبه مهما كان هو مين لازم تدافع عنه حتى لو هتموت فداه، و قعدنا فتره طويله بنساعد أهله ماديا كنوع من التعويض عن شهامته
بعدها سافرت بره مصر أغير جو يمكن أنسى حاله الحزن اللى دخلت فيها، و كنت فى حاله صمت لا ينقطع، كنت فى فندق على البحر، اصحى الصبح اقعد على البحر و أتمشى فى البلد و ارجع الفندق بليل اقعد على حمام السباحه اسمع مزيكا، كان فى واحده بتعزف بيانو بمنتهى الهدوء، مكنتش شايف اى حاجه حواليا
..
وبكرة نكمل ..احمد حجازى ..القاطن فى دير النحاس
