قهوة.اليوم الثامن .عماد الجندي يروي “أحمد حجازى ..القاطن فى دير النحاس ..،،2،،

اليوم الثامن
ضيف القهوة اليوم الكاتب الصحفي. عماد الجندي ،يروي لنا الجزء الثاني من قصة …..”أحمد حجازى ..القاطن فى دير النحاس ..،،2،،”
أحمد حجازى ..القاطن فى دير النحاس ..،،2،،
و أدمنت رتم الحياه دا بعد كام يوم، لحد ما فى يوم مجتش عازفه البيانو، حسّيت اد ايه ان عزفها كان بيهدينى و كان فارق معايا، سئلت عليها الناس اللى شغالين فى المطعم قالوا لى ان ابوها مات، افتكرت يومها قصه الحج سعيد و الممرض، و سئلتهم على عنوانها عشان اروح اعزيها
و بالفعل تانى يوم رحت لها بيتها اعزيها، خبطت على الباب فتحت لى و كانت اول مره اخد بالى من ملامحها، كان لابسه فستان اسود و عينيها كلها دموع، و طبعا معرفتنيش، عرفتها بنفسى و قعدت اتكلمت معاها شويه ، كان لقاء بارد جدا بس صعبت علّيا و كنت حاسس بوجعها و روحت على الفندق
مكنتش متوقع أشوفها تانى، لكن بالفعل تانى يوم بليل جت فى ميعادها، و بدأت تعزف مزيكتها الهاديه، لكن بإحساس تانى خالص، كانت تايهه و عينيها زايغه كأنها فى عالم تانى عالم ابوها اللى مات، اخدت الكرسى بتاعى و قربت منها اكتر و استنيت البريك بتاعها و رحت أكلمها،
مديت ايدى اسلم عليها قالت لى اهلا يا أستاذ ماجد، انا متشكره جدا على زيارتك امبارح، رديت عليها انا حاسس بيكى جدا و محتاج اقف جنبك لحد ما تتماسكى، بدأت عينيها تتملى دموع، طبطبت على كتفها و قولت لها لو وقتك يسمح نشرب حاجه بعد ما تخلصى، هزت رأسها بالموافقة و رجعت قعدت فى مكانى
خلصت شغلها و جت قعدت معايا، سئلتها محتاجه ايه و انا اعمله ليكى، قالت مفيش حاجه شكرا جدا لاهتمامك، و قعدنا وقت قصير مع بعض، و طلبت تروح، قولتها تحبى أوصلك؟ قالت لا انا شكرا انا بيتى قريب بتمشى، قولت لها ممكن أمشى معاكى؟ قالت اوك، اتمشينا لحد بيتها، كانت طول السكه بتحكى عن ابوها
قطعت قلبى بكلامها و مشاعرها الرقيقه وصلتها و رجعت الفندق، و فضلت طول الليل سهران بفكر فيها و ازاى اقف جنبها، و كنت مستغرب نفسى جدا لكن قصه الممرض بتيجى فى بالى كل شويه، حسّيت ان دى فرصتى انى اعمل اللى عمله، صحيت الصبح و صورتها ادامى و مش قادر افكر غير فيها
فطرت و قررت اروح لها، مكنتش عارف هتتقبل زيارتى تانى لها و لا لا!! بس كلامها و ملامحها الحزينه كانت أقوى من ترددى، وصلت ادام بيتها و فضلت فتره مش قادر اخبط على الباب، خايف من رد فعلها، لكن فى الاخر مقدرتش أقاوم و خبطت على الباب، فتحت و علامات الاستغراب على وشها من جرأتى
قولت لها انا عازم نفسى على فنجان قهوه عندك، قالت لى اتفضل، دخلت البيت و هى دخلت المطبخ، قعدت اتفرج على صور متعلقه لها و لابوها، كان شكله طيب فعلا، و هى بتضحك من قلبها فى صورها معاه، جت فجاه و معاها القهوه، و بدأت اقول لها كلام مش مترتب، كان هدفى منه انى اخرجها من حالتها
و حكيت لها حكايتى و اد ايه انا حاسس بيها، دموعها كانت بتنزل زى المطر و بدأت تفتح لى قلبها و حكت لى عن كل ذكرياتها مع ابوها و اد ايه كان هو محور حياتها اخر سنين بعد ما ماتت أمها و زاد تعاطفى معاها، و كل شويه أغير الموضوع و احاول احكى لها اى حاجه تديها طاقه ايجابيه عشان تكمل
و استمرت ايامى فى الاجازه كده بقضى معاها اغلب يومى و هدفى الوحيد انى انقذ روحها من الوحده و الحزن اللى عايشه فيه، و كان فى تحسن بسيط و دا كان شىء مرضى بالنسبه لى و حاسس انى بعمل حاجه مفيده انقذ بيها روح شخص معرفوش كتير لكن كانت رحله بحث جوايا عن حاجه ايجابيه اخرج بيها من احزانى
و خلصت الاجازه بسرعه للاسف لكن لأول مره احس انى عملت حاجه مفيده، كان لقاءنا الاخير اشبه بروح بتنسلخ من جسم إنسان ، كنّا اتعلقنا ببعض لدرجه عجيبه، و كل واحد فينا بيعوض التانى عن ايامه الجايه اللى مش عارف هتمشى ازاى من غير بعض، و جت توصلنى المطار و طول الطريق مش بنتكلم بنفكر فى بعض
وصلنا المطار و بدأ الميكرفون ينادى على طيارتى، كان اسوء صوت سمته فى حياتى، طلبت منها انى احضنها، اترمت فى حضنى و دموعها كان بحر لا ينتهى، قولت لها هتاخدى بالك من نفسك عشان خاطرى و انا هجيلك اكيد تانى و هربت بسرعه منها قبل ما تشوف دموعى رغم انها كانت متعلقه فى ايدى
وصلت لشباك الجوزات سئلنى موظف الجوزات باسبورك فين؟ فكرت للحظه و قولت له معلش اسف اظاهر نسيته فى التاكسى و رجعت جرى ادور عليها لقيتها قاعده على كرسى و منهاره من العياط، قعدت على ركبى ادامها و قولت لها تتجوزينى و لا وراكى حاجه النهارده؟
رفعت وشها و بدأت تصرخ من الفرحه و نطت من الكرسى و اتعلقت فى رقبتى و قالت لى موافقههههههه. بس خلاص
أرجو أن نكون قد امتعناكم
الى إلقاء فى قصة أخرى
المحرر