قهوة اخبار كوم. روؤف قنش يكتب: كُتاب الشيخ عبده

ضيف القهوة اليوم الكاتب. روؤف قنش يروي لنا كُتاب ….الشيخ عبده
عايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان دايما بنقول الجمله دى وفى مناسبات كتيره وانا مش هحطم الجمله دى واقول لا الزمان هيرجع ولا هقول للزمان وحياتك ارجع تانى لأن كده بطلب المستحيل ، والمستحيل بلاش نفكر فيه لأنه مضيعه للوقت وإهدار للفكر وتكسير البدن ، يمكن انا كنت من الناس المحظوظه اللى اتعلمت ازاى اقرأ واكتب على السبوره بالطباشير ( أ ب ت ) وكمان اكتب (طلع كتب وزن حصد جمع ) وكتير من الكلمات اللى كنا نحفظها ونرددها ونكتبها على سبورتنا وكراساتنا كل الحاجات دى كنا بنتعلمها انا وجيلى والأجيال اللى قبلنا كنا بنتنافس مين خطه احسن من زميله وكانت فيه مسابقه لأحسن خط ومين بيعرف يحفظ الكلمات اللى قاله عليها الشيخ ومين هيسمع القرآن النهارده واللى مش حافظ ( هيتمد على رجله بالفلكه ) بالعصايه وتلسوع زى الكهربا واللى يتفلك النهارده هييجى بكره حافظ علشان مايضربش تانى وياخد مكافأته من الشيخ عباره عن كرامله علشان يشجعه تلاقى الخط اتحسن ويعرف يجمع ويطرح ويحفظ القرآن زى ما الكتاب بيقول التحفيز كان بشيئ بسيط لكن العائد كبير .
انه الكتاب بضم الكاف وتشديد التاء كانت الكتاتيب موجوده فى القريه ومش اى حد يفتح كتاب لازم يكون متمكن وفاهم وخبره مش عايز اقول الكل فى التوقيت ده كان لازم يروح الكتاب قبل ما يدخل المدرسه وحتى بعد ما يدخل المدرسه ويكبر علشان يكمل قرأة وحفظ القرآن انا هتكلم على كتاب الشيخ عبده ابو شاهين على رحمة الله بقدر ما علمنا من قرأه وحساب وجمع وطرح وقسمه وقرأه صحيحه لكتاب الله والتسميع كان المكان اللى بنحضر فيه موجود فى مركز الشباب القديم اللى جنب بيته حجره كبيره بشباكين كبار على الشارع ملتزم بالمواعيد وعارف من حضر ومن غاب ومين شاطر ومن عايز تقويه ويسأل ويطلع على السبوره ويتابع بنفسه رغم كبر سنه وكان يعطينا جدول علينا بكره عربى نجيب كراسات العربى والحساب والقرآن نجيب المصاحف وهكذا ويعمل لنا مجموعات ونقرأ القرآن بصوت عالى وكان يقعد على ( كنبه ) مش عريضه لكن طويله وكان بينده على فلان تعالى عليك تسميع النهارده ويقوله اقرأ وفلان الفلانى يقرأ والشيخ عبده كان ينام أو يعمل أنه نايم فيقوم اللى بيسمع ومش حافظ يلخبط ويقضى واجب يلاقى العصايه على رجليه زى الكرباج ويصحح له غلطه ويقوله انت مفكرنى نايم انا بعمل انى نايم علشان اختبرك ياسلام على الحب والأمانة ومستقبل أولاده فى الكتاب أو المكتب اللى احيانا بيبقى فيه ( براغيت وناموس وحشرات زاحفه وطايره) ونقعد نهرش ونتأفف ورغم كده والحشرات دى بس كنا بنروح بيوتنا ومعانا العلم ومتسلحين وكنا ندخل المدرسه اولى ابتدائى وعارفين كل حاجه نعرف نجمع ونطرح ونكتب الأساس كان صح والعلم كان بالتفانى والإخلاص واللى كان بيروح الكتاب ويتعلم ويتخرج منه وعايز يبقى حاجه هيبقى يعنى الدكتور كان دكتور المهندس كان مهندس على حق المدرس كان مدرس ياعينى عليه على علمه وشياكته كان بيروح المدرسه بالبدله كامله كان بيحترم التلميذ والتلميذ بيحترمه عايز اقول مش بياخد شهادة وخلاص ويعلقها على الحيطه لكن بيفيد نفسه وغيره لأنه معاه سلاح البدايه واتعلم صح وكان عنده اساس فى كتاب الشيخ عبده .
التلميذ كان بيحب المدرسه وملتزم وغيابه للضروره كنا بنطلع من المدرسه على الكتاب لو انت فتره صباحيه ولو فتره مسائيه هنطلع من الكتاب على المدرسه كانت ايام جميله مش هترجع تانى ايام كانت بسيطه الفقير والغنى بيروح عند الشيخ عبده بياخد علمه بيمهد الطريق وبينور شمعه تنور الطريق والفرق واضح بين الكتاب زمان وبين حضانة اليوم والروتين رغم التكنولوجيا بس تحس ان الطفل مش عايز يروح الحضانه اللهم بيفرح فى البدايه يومين وتلاقبه عنده ضيق وزهق وكاره المكان وممكن يروح الحضانه بالضرب واكيد ده بيفضل فى عقل الطفل وبيخزنه وتلاقيه لما ييجى يدخل المدرسه يفرح بيها اول اسبوع ويعلن تمرده مش عايز اروح انا قرفان زهقان والسبب الأساس وازاى احبب الطفل الصغير فى العلم واحفظه القرآن بطريق سليمه لأنه هو ده البدايه الصح القرآن وعلى يد متخصصين مش هواه فيها ايه لو الكتاتيب رجعت دلوقتى وبالنظام القديم وبعيد عن التكنولوجيا اللى خلت الأولاد يكرهوا المدرسه والعلم وعايزين يقعدوا على القهاوى ويلعبوا الكوره فى الشارع ويتعلم شرب السجاير ويشتم ويلعن بأعلى صوت ولو واحد كبير من اللى اتعلم صح فى الكتاب يقوله عيب يا ابنى يرد عليه بتاع الحضانه والتكنولوجيا وانت مالك ياعم انت هيا نقصاك بلاش قرف .