
اليوم الثامن/القاهرة
في حوار بيني وبين ولدي مهند قبل شهر كنت أحاول إقناعه أن الشهرة لا تغني عن القيمة، وأن ما يعجب بهم على منصات التواصل الاجتماعي ويراهم نجوم وصلوا إلى ما هم فيهم بغير قليل من السماجة، وأن أسوء شيء أن يتصور المرء نفسه شيئا مذكورا بعدد اللايكات والمتابعين، وكي أبرهن له ذلك اقترحت عليه أن أختفي من على صفحتي لمدة شهر وتحديته أن يلاحظ أحد ذلك أو يهتم بالسؤال عما يمكن أن يكون قد حدث لي، ليس لسوء فيهم ولكن لأنه ببساطة لن يلحظ أحد غيابك أمام شلال المنشورات الهادر.
وها قد مر شهر، وقد تحققت النبوءة .
وكلي أمل أن يعي ولدي هذا الدرس الهام، أن ما يبقى فقط هو ما يلمس الناس، وأن الزبد يذهب جفاء مهما كان حجمه وصخبه وضجيجه.
وأن القبور مليئة بأناس لم يتصوروا قط أن الحياة يمكن أن تمضي بدونهم، وها نحن نحيا دون أن ندري عنهم شيء، وهم تحت الأرض ليس لهم ثمة أثر أو ذِكر..
