مقالات وتحقيقات

كريم الشاذلي يكتب: ركن بيتي المعمور…وقبلتي التي لا تتزحزح

اليوم الثامن

قالوا قديما: “الطيور على أشكالها تقع” فلماذا إذن أوقعك حظك العاثر على طير لا يليق بك، وأسكنك معه غصنا لا يحتمل ثقله ولا ارتباك وقفته!؟.
أربعة عشر عام وأنت تتحملين جواري، تصححين بلا كلل تعثر خطواتي، تصنعين من نتاج علقمي عسلا، تحلينه ببراءة عشرتك وطيب أصلك وهدوء حركتك واتزانها..
يراني الناس كبيرا، وأنا أعلمهم بصغر مكانتي، غير أن العجب كله أن أرى انعكاس صورتي في عينيك مذهلا.. أراني وقد مررت في شرايين قلبك وأزقة روحك فتطهرت من كل نزق وعيب.
كذب قولهم أن وراء كل عظيم امرأة، ولو صدقوا لقالوا: “أن كل كبير هو في حقيقته صورة مصغرة لعظيمة رضيت بأن تلعب دورها في الخفاء، تاركة مراسم التتويج، والتصفيق، وصخب الاحتفال له، راضية سعيدة ممتنة الوجدان.
أنت إيمان العوام الذي لا يصحبه دخن الشك ولا اضطراب الفلاسفة، ركن بيتي المعمور، وقبلتي التي لا تتزحزح، ومرقدي الدافئ في ليل حيرتي وتخبطي المستمر..
استغفاري لديك مقبول، وعثرتي مقالة، وأكاذيبي الساذجة تمر دائما من باب الإعذار الذي لا تغلقينه في وجهي أبدا.
شكر الله لك قلبا ارتوى حتى فاض.. وروحا تعلمت منك ما عجزت الحياة كلها أن تعلمني إياه
.

كريم الشاذلي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى