مقالات وتحقيقات

مؤمن التوني يكتب : التعليم فى السوق… السوداء


برغم كل محاولات السيد وزير التعليم بالنهوض بالمستوى التعليمى فى مصر الا ان أصبحت الدروس الخصوصية ظاهرة عند الطلاب فى مصر تشكل مصدرا للقلق لأولياء الأمور والطلاب والمسؤولين في التربية والتعليم….وإنما هى مشكلة عانت وتعاني منها بلدان متعددة
بما في ذلك الدول العربية.
وتعنى إقبال الطلاب فى مرحلة تعليمية معينة للدراسة على يد معلم خارج المدرسة باجر،
ومن هنا عزيزى القارئ معأ لنبحث عن الدافع وراء لجوء الطالب وولى الأمر إلى الوقوع في هذا المستنقع الذي غالبية مخرجاته ناجحون “بلا علم”، ومتفوقون بلا فكر. ويشير تشخيص الواقع الحال إلى وجود دوافع عديدة، يأتي بعضها من سلبيات وقصور في النظام التربوي، ويأتي بعضها الآخر من أمراض مجتمعية عامة، إلى جانب أخطاء تقترفها الأسرة في تنشئتها الاجتماعية لأبنائها.
تعتبر الدروس الخصوصية بمثابة المدرسة الموازية وهى ظاهرة مجتمعية ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها من الظواهر الاجتماعية ، في أنها لها سلبيات وإيجابيات إلى وجود بعض الفوائد للدروس الخصوصية فهى تساعد التلاميذ الضعاف ، وتحسين النتيجة الكلية للمدرسة، ومساعدة الطلاب الذين تضطرهم ظروفهم العائلية او الصحية للتغيب عن المدرسة لفترات طويلة من العام الدراسي.

لكن أغلب الدراسات أشارت أيضاً إلى أن اضرار الدروس الخصوصية تفوق مزاياها ، ويمكن تلخيص الأضرار المترتبة على الدروس الخصوصية في عدة نقاط أهمها:
الإخلال بمبدأ تساوي الفرص في التعليم: حيث أن الطالب المقتدر مالياً هو فقط من يمكنه الحصول على الدروس الخصوصية وما تمثله من خدمات تعليمية متميزة يحرم منها غيره من الطلاب غير المقتدرين ، على الرغم من إمكانية أن يكون هؤلاء أفضل منه في القدرات والمهارات الفردية.

  • ضعف إنتاجية المعلم وعدم اهتمامه بتوصيل المعلومة للطلاب داخل الفصل المدرسي: وذلك يرجع إما لطمعه في أن يقوم الطلاب بالإقبال على الدروس الخصوصية ، أو لإرهاقه نتيجة الجهد المضاعف الذي يبذله في الدروس الخصوصية خارج أوقات العمل الرسمي.
  • تدني نظرة الطالب إلى المدرس: والمفترض أن يكون قدوة لتلاميذه ، حيث ينظر إليه الطالب كتاجر يقدم خدماته التعليمية لقاء أجر…
  • عدم اهتمام الطالب الشرح داخل الفصل: مما يؤدي لعدم محافظته على نظامه واستقراره، الأمر الذي يؤدي بدوره للتأثير سلباً على تحصيل زملائه من الطلاب الذين لا يحصلون على الدروس الخصوصية، والذين لا مصدر لهم في التعلم سوى شرح مدرس الفصل.
  • تحول اهتمام الطالب إلى مجرد النجاح في الامتحان ، مما يدفعه إلى التعامل مع الخبرات التعليمية في داخل هذا الإطار فقط، الشيء الذي يخل بالهدف الأساسي للعملية التربوية،والمتمثلة في بناء الإنسان وتكامل الخبرات واكتساب المعرفة والخبرة العملية التي تؤهله للنجاح في حياته فيما بع
  • التقليل من اعتماد الطالب على نفسه: باعتماده على المدرس الخصوصي في تبسيط المعرفة وحل المشكلات التي تعترضه، بدلاً من الاعتماد على نفسه في حلها، واكتساب الخبرات التي تؤهله لحل ما يواجهه من مشكلات في حياته العملية التالية.
  • هناك أيضاً بعض المشكلات الأخلاقية التي قد تنشأ عن الدروس الخصوصية: حيث يقوم المدرسون الذكور في بعض الأحيان بالتدريس للبنات داخل منازلهن في غيبة الأهل أحياناً، مما قد ينتج عنه آثار سلبية خطيرة خصوصاً لدى الفتيات المراهقات في المرحلتين الإعدادية والثانوية.
  • * حرمان بعض الطلبة ذوي القدرات المتميزة والتحصيل العلمي الجيد من الالتحاق بكليات متميزة: نتيجة لشغل أمكنهم من قبل الطلبة الأقل في المستوى العلمي والتحصيلي ، والذين تم تأهيلهم بناء على درجاتهم العليا في الامتحانات بسبب الدروس الخصوصية.
  • إرهاق ميزانية الأسرة: حيث يضطر الوالدان إلى اقتطاع جزء كبير من دخل الأسرة للوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه المدرسين الخصوصيين.
    تعتبر الدروس الخصوصية استغلال من المعلمين و استجابة الأهل لها تزيد من جشع بعض المعلمين الذين لا يراعون ضمائرهم و اهداف مهنتهم السامية اتقوا الله فى عملكم
مؤمن التوني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى