مقالات وتحقيقات

مروان سالم يكتب:انا ومكتبتي… وكتب الجبران

اليوم الثامن

قي نهايه ٢٠١٨ تأملت مكتبتي الكبيره التي يعيش على أرففها جزء مني ، ذلك الجزء المقدس من عقلي و روحي الذي كونته تلك الافكار المدونه في صفحات تلك الكتب ، تلك الكتب بما فيها من متناقضات و موضوعات في مجالات أدبيه و فكريه و روحيه وعلميه شتى …

أحببت أن أراجع نفسي عن أفضل تلك الكتب و أقربها الي فكري و روحي في اخر خمس أو ست سنوات فاتت و حصدتها الأيام من عمري ،ذهابا و أيابا بين تلك العناوين و المجلدات و الكتيبات و السلاسل التي تحتضنها تلك الأرفف

.أسماء كبيرة و شخصيات شهيره تحمل أفكار عظيمه و أحيانا أفكار تافهه بيعت على أسم الكاتب المشهور في عالم تجاره الأوراق المكتوبه ، و أسماء غير لامعه و لا مشهوره و لكن كتبهم تحمل كلمات كأنها لها الحق أن تُكتب في زبور الأولين ، كُتب مكتوب عليها بحبر رخيص لا تستحق ان تطبع ، و كتب تمنيت أن يكون عندي مائة ألف ألف نسخه لأوزعها بين كل من يرى و يقرأ و هي كتب الأستاذ عبد الرزاق الجبران …لكتب الجبران طعم أخر ، رائحة أخرى و مذاق أخر ..إن كان لك تجربه في العشق هزت كيانك فعليك بما كتب الجبران …إن كان لك صدمات قويه مع كهنه المعبد و لصوص الله فستناسبك كتب الجبران ..

.إن كنت حالم بجمهورية الله التي يعيش فيها الأنسان مقدس أكثر من الكتب المقدسه فستجد نفسك بين حروف الجبران …وإذا لم تنطلي عليك أكاذيب التاريخ المشوهه و مازلت ترى الدماء عار الأنسانيه الأول و لم تنخدع بالحروب باسم الله و لم تنبهر بالاسماء التاريخيه الرنانه لأبطال التاريخ المزيفيين فلن تجد حروف ثائره على تلك القدسيه المزيفه و فاضحه لها بصرخات متتاليه أقوي من صرخات الجبران و حروفه.

.أنه صراخ في زمن الأذان و الألسن الصماء و البكماء ، أنه نور في وقت أشتد فيه الظلام المقدس الذي يريدك أن لا ترى الإ أشباح الظلام ، أنه مستقبل يرفض ظلام الماضي و دماءه و يرفض تقديس الحاضر للماضي و غباءه …مع الجبران تشكلت كثير من قناعتي عن الأنسان الحقيقي و المشاعر الحقيقيه و الصلاة الحقيقيه و الرب الحقيقي …كنت أدور مع شريعتى سنوات حيث دار و لكني كنت أفتش عن تلك الرساله التي بدأها ولم يكملها شريعتى بعد أن قتلوه صغيرا شهيدا عملاقا ، جفت كلمات شريعتى وساد الصمت حتى صرخ عبدالرزاق الجبران ليكمل تلك الخطوات التي لم يمشيها شريعتى في الطريق ، صرخ الجبران في جيلنا ليكمل تلك الكلمات التي بدأها ولم يكملها شريعتى و جاء ليفضح عار التاريخ و عار الكهنه و عار المعبد و أبناءه … أنه صراخ لن تستطيع أن تمسكه و لن تستطيع أن تسكته لانه يبعث فيك إنسانيتك و قيمك و حقيقتك التي سلبتها المعابد .

..لصوص الله و جمهوريه النبي و انقلاب المعبد و مبغى المعبد و جيندار هذه ليست كتب عبدالرزاق الجبران فقط ، هذه أسفار عشق و صفحات ثوره و أوراق شهاده تاريخيه و حبر ناطق بلسان السماء على وريقات الأرض ..قد يظن البعض أن هناك غلو أو محبه مفرطه لكن في الحقيقه هذه الرساله الصغيره حذفت منها أكثر مما كتبت و لمن يعترض لا أقول له إلا قول العارفين : من ذاق عرف

…مروان سالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى