مروة صالح تكتب:إنه الصبر ياسادة

مروة صالح تكتب: إنه الصبر يا سادة

نعم هو العبادة الخفية التى لا يعلم اجرها الا الله الله هو الوحيد الذى يعلم مدى صبرك وتحملك ومقاومتك لبلاءات الحياة وهو الوحيد الذى يدهشك بعطاءه جزاء للصبر فى الدنيا والاخرة
الصبر من العبادات التى لا تدخل الموازين يوم القيامة
“انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب “
وعلى لسان احد الشباب يروى القصة التالية التى تدهشك من تدابير الله لعباده الصابرين فيقول

امبارح بدينا فـ صلاة التهجد فى المسجد وكنت بصلّى أقصى يمين الصف الأول وكان جنب منى طفل , واحنا ساجدين سمعت الطفل بفطرته بيكلم ربنا فبيقول “ياارب النهارده بابا تعبان فمش قادر يصلى التراويح وانا جيت أصلى مكانه فممكن تشفهولى واوعدك هنصلى سوا” ,وشوية دعوات فى كل سجدة انه بيحب باباه وانه عمره ما زعلهم وكدا, انا طبعاا هالنى جمال ما سمعت م الولد دا , فأول ما خلصنا صلاة أخدته ع جنب وكان فيه باقى عصير فجبتله وشرب وقلتله ؛
-احكيلى بقى بابا ماله علشان انا سمعتك بتكلم ربنا عليه؟!!
=ببراءة أطفال قال ؛”بابا ياعمو دايما بيجى يصلى مكانك دا ومش بيسيب فرض والنهارده تعب فمش قادر يجى يصلى , فقلتله انا يابابا هروح واقعد مكانك علشان لما ربنا يبص يلاقينى واقف”
انا بقيت مذهول وعرفت انه دى تربية احد الصالحين فاستأذنت م الشيخ اخرج م الاعتكاف للحظات وأشوف بقى مين الراجل الصالح اللى ربّى ابنه كدا؟!!
وبالفعل روحت معاه البيت وفؤجئت بإنى اعرف ابوه كويس جداا ، ابوه راجل كبير ف السنّ عفيف النفس ,مش بنسمعلوا صوت ومفيش مرة شوفته الا والمصحف فى ايده
سلّمت عليه وكانت الصدمة التانية انه بيته حالته السكنية متدهورة جداا , والغريب انا والاخوة عاملين حصر للحالات الفقيرة ف البلد ومكنتش أعرف انه الراجل الطيب دا اكتر واحد يستحق بالشكل اللى انا شوفتوا ف بيته , وجاء ف بالى قول الله تعالى “يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ “
وكان م فضل الله علينا إنى ف صلاة العشاء كان فيه واحد اعطانى زكاة ,وكانت ١٣٠٠ جنيه ,فحطّيت الفلوس ف ظرف كدا وقلت لابنه لما أمشى ابقى افتح الظرف واديه لبابا؟!
-الأهم من دا كله انى من فترة كتبت بوست على بنت امها كلمتنى عنها , انها قوّامة صوّامة لا تُفارق القرآن لحظة لدرجة انها بتنام والمصحف ف حضنها , البنت دى طلعت بنته ومتقدملها شاب صالحنحسبه على خير واللى مأخر جوازهم ظروف والدها المادية , ودا اللى فهمتوا م أمها بصعوبة.
فرجعت المسجد جرى وحكيت لشيخى فمصدقش طبعاا اننا كنا غافلين عن واحد بالصلاح والفلاح دا , واتصل بواحد اسمه عبدالواحد صاحب شركة اجهزة ومعاه محلات الومنيوم عندنا وقله جهزلى عفش عروسة كاامل.
فرجعنا لبيت الراجل الطيب دا انا والشيخ فلما بلغت ام البنت ع العفش والله كانت بتعيط م الفرحة ومش هوصف لحضراتكم حضنت بنتها ازاى؟! , لكن أبوها كان عزيز النفس ورفض المساعدة , فشوفت ف وش شيخى نظرت انكسار وكان بيتذل للراجل دا انه يوافق ع العفش وانه مش يحرمه من الاجر دا نظرة حسست الراجل انه الشيخ اللى محتاج اجر الصدقة مش الراجل_ فوافق بفضل الله بعد معاناة ,فالشيخ قله هتروح لحالك تجيب العفش وهتلاقيه مدفوع التمن بفضل الله.
الكلام دا كله مأخدش ساعتين زمنانتم متخيلين تدبيره سبحانه , فأنا بقى سألت الراجل الطيب ؛ ايه اللى بينك وبين ربنا علشان يسخرلك عباده كدا؟!
كان رده “ان انقطعت حبال الناس فحبل الله موصول ” , وطول ما احنا قاعدين كان بيردد قول الله تعالى ” فاستجبنا لهُ ونجّيناهُ من الغمّ وكذلك نُنجى المُؤمنين”
ولمّا رجعنا للمسجد الشيخ بابتسامة قال جملة مش ممكن انساها قال” لا يترُك الله عبداً صابراً حتى يرزقُ التعجُب من جبره , والفرح بما كان من تأخير رزقه ,وأنّ عطاءُ اللّه إذا حلّ يُنسيك ما فقدت”.
استغفروووو الله
لعلها المنجيه .