اليوم الثامن
–الفساد
قضية مكافحة الفساد تعد القضية الرئيسية بالنسبة لجميع دول العالم
فالفساد بأشكاله المختلفة ظاهرة منتشرة فى جميع الدول ولكن بدرجات متفاوتة من حيث مدى خطورته على النظم الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة.
تسبب الفساد فى توليد المآسى لآلاف الملايين من البشر عبر التاريخ ويحارب المصلحون وأصحاب الضمائر الحية الفساد للحد من آثاره المدمرة على المجتمعات وخفض مستويات الظلم المتولد عنه ، ويلجأ المفسدون إلى شئ الطرق والوسائل للوصول إلى غاياتهم
ما هو الفساد ؟
تتنوع التعريفات الخاصة بمفهوم الفساد يرى البعض بأن الفساد هو خروج عن القوانين والأنظمة أو استغلال غيابهما من أجل تحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية أو مالية أو تجاريه أو اجتماعية لصالح الفرد أو لصالح جماعة معينة للفرد مصالح شخصية معها.
وهناك اتفاق دولي على تعريف الفساد كما حددته منظمة الشفافيه الدولية ” هو كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة )
اى أن يستغل المسؤول منصبه من أجل تحقيق منفعه شخصية ذاتية لنفسه وجماعته.
معنى الفساد هو” فسد ” ضد ” صلح” والفساد لغة البطلان فيقال فسد الشئ اى بطل واضمحل ويعرف معجم اوكسفورد الانجليزى الفساد “بأنه انحراف أو تدمير النزاهة فى أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباه وقد يعنى الفساد التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحى السلبية فى الحياة .
ويصبح الفساد بمفهومه العام هو التغير من الحالة المثالية إلى الحالة دون المثالية .
ويعرف الفساد السياسى بمعناه الأوسع بأنه إساءة استخدام السلطة العامة الحكومية لأهداف غير مشروعة وعادة تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية .وتختلف ماهيه الفساد السياسي من بلد إلى آخر ومن سلطة إلى أخرى .
قال خيرى شلبى عن الفساد ( إن الفساد يطول عمره كلما انسحب الشرفاء من الميادين وآثروا السلامة وتخاذلوا فيفسحون المجال للصغار التافهين البلطجية)
– أشكال الفساد
تضم أفعال الفساد أو أشكاله قائمة كبيرة من الأعمال غير الأخلاقية منها الابتزاز والرشوة والمحسوبية والاختلاس ، وقد يصعب إثبات الفساد فى الميدان السياسى ولكن يستحيل كذلك نفى وجوده.
(١)- الرشوة: – اى الحصول على أموال أو اى منافع أخرى من أجل تنفيذ عمل مخالف لاصل المهنة وهى منتشرة فى كثير من الدول النامية. والرشوة فى القانون المصرى معناها أن يتاجر الموظف العام بأعمال الوظيفة المختص بها من أجل تحقيق مصلحة خاصة تتمثل فى الكسب غير المشروع من الوظيفة على حساب المصلحة العامة وهى علاقة اخذ وعطاء تنشأ باتفاق بين الموظف العام وبين صاحب المصلحة على حصول الموظف على رشوة أو حتى وعد بالحصول عليها .
(٢)- والمحسوبية:- اى تنفيذ أعمال لصالح فرد أو جهه ينتمى إليها الشخص مثل حزب أو عائلة أو منطقة دون أن يكونوا مستحقين لها .
(٣)- المحاباه :- اى تفضيل جهه على أخرى فى الخدمة بغير حق للحصول على مصالح معينة .
(٤)- الواسطة :- اى التدخل لصالح فرد ما أو جماعة دون الالتزام بأصول العمل والكفاءة اللازمة مثل تعين شخص فى منصب معين لأسباب تتعلق بالقرابة أو الانتماء الحزبى رغم كونه غير كف .
(٥)- نهب المال العام:- اى الحصول على أموال الدولة والتصرف بها من غير وجه حق بشكل سرى تحت مسميات مختلفة
-الظروف الملائمة للفساد
- البنى الحكومية المتأخرة .
-تركيز السلطة بيد صناع القرار وهم عمليا غير مسئولين من الشعب . - غياب الديمقراطية أو عجزها
- العجز المعلوماتي ويشمل انعدام الثقافة فى الحكومة حرية المعلومات فى صنع القرار.
- احتقار أو إهمال ممارسات حرية الكلام ( الصحافة )
- ضعف المساءلة وانعدام الإدارة المالية الملائمة .
- الفرص والمحفزات عمليات استثمار كبيرة للأموال العامة وانخفاض رواتب الموظفين الحكوميين .
- الظروف الاجتماعية ا
- العجز القانونى ضعف سلطة القانون
- غياب الرقابة الكافية .
– معايير قياس الفساد
تقدم المنظمة العالمية للشفافية وهى منظمة رائدة فى محاربة الفساد ثلاثة معايير تقوم بتحديثها سنويا لقياس الفساد وهى
مؤشر إدراك الفساد القائم على آراء الخبراء حول أحوال البلدان الفاسدة والبارومتر العالمى الفساد القائم استطلاعات الرأي العام أخبرتهم مع الفساد واستطلاع دافعى الرشوة الذى يبحث فى استعداد الشركات الأجنبية لدفع الرشى كما تقوم المنظمة العالمية للشفافية بنشر تقرير دولى حول الفساد
ويقوم البنك الدولى أيضا بجمع معلومات مختلفة عن الفساد .
ويقول عبدالله بن عبد الكريم السعدون ” أهم عناصر قوة الأمة جودة تعليمها ، ونزاهه قضائها ، وحسن اختيار قادتها ومحاربة الفساد على كل مستوى .”
لا ننسى أن أسباب انتشار الفساد مثل أسباب انتشار التطرف والإرهاب وهو الجهل والفقر ونقص المعرفة بالحقوق الفردية لكل شخص .
ويحارب مصر الفساد أيضا مثلما تواجه الحرب على الإرهاب فى وقت واحد والاثنين من أشد أعداء الوطن حفظ الله مصر من الإرهاب والفساد .
