مقالات وتحقيقات

مكاري زكي يكتب: الفوضى…الأخلاقية

اليوم الثامن


عندما تصبح الفوضى ثقافة عامة ونظام معترف به فى ظل مناخ الاختراق الوعائى التقنى فائق الدقة الذى يُشعر الجميع بالتعطش إلى المتعة .
لا بد من الاعتراف بانه اصاب مجتمعنا حالة من التدهور أو الانحطاط أو التردي أو الوهن .
فاذا كان رجل الشارع يدرك بانطباعاته وخبراته أن ثمة خلل ينتاب البناء الاجتماعى الذى يعيش فيه ، يهدد كيانه ويمثل نوعا من التحدى قد تعجز إمكاناته عن مواجهته أو تشعر بعدم الأمان وفقدان الثقة .
وترصد الدراسات ما يسمى بأزمة الفساد والتسيب واللامبالاة وعدم الانضباط ، والفوضى الأخلاقية وزيادة حدة العنف والتطرف بأشكال مختلفة ، وظهور أنواع مستحدثة من الجرائم المنظورة ، وغير المنظورة ، وزيادة ظاهرة التفكك الأسري ، وسيادة القيم السلبية وتهميش القيم الإيجابية ، وضعف روح التعاون والتماسك الاجتماعى .وتهتم بعض البحوث الاجتماعية كذلك بدراسة أوضاع الناس وأحوال القرية المصرية ، فتشير إلى تحول القرية من النمط المنتج إلى النمط المستهلك ،وتعانى القرية المصرية من زحف المبانى السكنية على الأراضى الزراعية ومن تجريف الأراضى الزراعية وفقدانها لخصوبتها .والسؤال الذى يطرح نفسه ما حدث لمصر وللمصريين ؟ وبعبارة أخرى ما أهم العوامل المشكلة لتلك الأزمة ؟


“القيم “
مصطلح القيم يشير إلى كل صفة ذات أهمية لاعتبارات اجتماعية أو أخلاقية أو جمالية انها عبارة عن تصور مجرد عام للسلوك ، يشعر أعضاء الجماعة نحوه بارتباط انفعالى شديد ، ويتيح لهم مستوى للحكم على الأفعال والأهداف الخاصة .


وتتصف القيم بصفة الجماعية فى الاستخدام وتمثل الموجهات العامة للسلوك أو العمل .
والقيم الأخلاقية الأصلية هى مجموعة الصفات المعيارية الإيجابية التى تؤدى إلى الارتقاء الارتقاء بالحياة الاجتماعية، والنهوض بمستويات المعيشة ورقى السلوك الإنساني. وكلما كان الإطار القيمي بموجهاته يضم مجموعة من القيم الأخلاقية الإيجابية وليست السلبية يشيع النشاط وتشيع الحيوية بين افراد المجتمع .
والقيم الأخلاقية ماهى إلا انعكاس للأسلوب الذي يفكر به الناس فى سياق ثقافى معين ، وفى فترة زمنية محددة ،وترشد الأفراد وتحدد سلوكياتهم وتوجه أحكامهم واتجاهاتهم فيما يتصل بما هو مرغوب فيه
فى ضوء ما يصفه المجتمع من قواعد ومعايير يستمدها من مصادر مختلفة (دينية وثقافية و موضوعية )
والقيم أنواع ، منها ماهو إيجابى ومنها ما هو سلبى ،ومنها ما هو إلزامى (مقدس)أو منها ما هو تفضيلى ومنها ما هو مثالى .
برغم هذا التقسيم إلا أن مل نوع غير مستقل عن الآخر حيث هناك تداخل بين المقدس والتفضيلى والمثالى من القيم .
سوف نكمل هذة السلسلة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى