
اليوم الثامن
جيد جدا لا جيد فقط
يقول دكتور لويس عوض عن اخيه دكتور رمسيس عوض فى كتاب اوراق العمر
(حين كنتُ اعلمه فى الجامعة كنت أحاول أن أقيم حاجزاً بينى وبينه رغم اقامته معى .فإن سألنى سؤالاً يتعلق بالآدب الإنجليزى ونحن فى البيت كنت اجيبه ” هذا سؤال هام ، ورأيى أن تثيره غداً أثناء المحاضرة ليستفيد بشرحى كل الطلاب “
كان هدفى من ذلك تدريبه على الا يعتمد على قرابتنا يوم من الايام وفى اى ظرف من الظروف ، وان يخرج للحياة ذا شخصية مستقلة او معتمد على نفسه تماما، أردت أن اجعل منه رجلا .
وذات مرة حين كان رمسيس فى السنة الثانية بكلية الآداب ،وهى سنة كانت فاصلة فى قسم اللغة الإنجليزية لأن نتيجتها كانت تحدد المقبولين فى قسم الامتياز ، كانوا فى العادة لا يزيدون عن ستة فى تلك الايام ١٩٤٠و١٩٥٢، سألنى رمسيس سؤالاً فى الشعر الانجليزى أو فى الدراما الانجليزية لم أعد أذكره ، فأجبته “اقرأ كتاب فلان وعنوانه كذا وكتاب علان وعنوانه كذا تجد الاجابة على سؤالك ، والكتابان موجدان فى مكتبة الجامعة “. ومر شهران ثم جلس رمسيس امامى فى الامتحان الشفوى ومعى ممتحن آخر إنجليزى كان يعرف ان رمسيس أخى ، وسألت رمسيس نفس السؤال الذى كان قد طرحه على منذ شهرين فلم يعرف الاجابة.
سألته: ألم تقرأ كتاب فلان وكتاب علان؟
أجاب : لا
فسألناه بعص الاسئلة الأخرى فاجاب عليها ثم صرفناه بكلمة شكرا .وفى المدوالة لوضع التقدير ،سألنى زميلى الانجليزى “جيد جداً”
قلت “لا”جيد فقط.
وكتبنا “جيد” أمام اسمه فى القائمة ، وكان رمسيس بحاجة الى متوسط ” جيد جدا” فى التقدير العام ليدخل قسم الامتياز.
كنت كثيرا ما أحاكم نفسى بقولى : ربما كنت واحدا من أولئك الذين قال فيهم قاسم امين
(أعرف قضاة حكموا بالظلم ليشتهروا بالعدل بين الناس )