ابو جنادي | لاقبول للأعمال بدون إخلاص

كتب – الشيخ جلال ابو جنادي
إذا سقط الإخلاص من الأعمال أصبحت ميته كما أن حياة الانسان مرتبطة ببقاء الروح فى جسده فكذلك قبول عمله مرتبط بوجود سر الاخلاص ويقصد بالأعمال كل مايقوم به الإنسان من أعمال دينيه واجتماعيه .
تحيا هذه الأعمال وينشر فيها النور وتبعث فيها الحياه
إذا قدمها العبد خالصة لله يقول الله تعالى( ألا لله الدين الخالص) والله سبحانه أراد من عبده الإخلاص له فى العمل حتى يقطع نظره عن ملاحظة الأغيار وأن يكون الله مبتغاه أما إذا لاحظ الخلق وشغل بالأكوان عن المكون .
فقد تلاشت هذه الأعمال وذهبت هباء منثورا قال الله ( وقدمنا إلى ماعملوامن عمل فجعلناه هباءمنثورا)
فكم من الأعمال العظام قام بها أهلها ولكنهم حرمواأجرها لأنهم فعلوها لمكاسب دنيويه وحظوظ نفسيه نعم
الأعمال قائمة ومشاهده وصورتها بينةواضحه ولكنها فقدت سر قبولها وولدت ميته لأنها تفتقر إلى الإخلاص لله
أنظر إلى رجل أراد أن يترشح لأحد المجالس النيابيه ولكى يكسب أصوات الناخبيبن وزع عليهم الأموال وصنع لهم الولائم وذهب إلى المؤسسات ووضع بها أشياء ثمينه مثل المبردات والتكييفات وغير ذلك وكل همه أن ينال ثقة الجماهير نعم صور الأعمال قائمة ولكنها لاحياة فيها فأنِّاينال الأجر والثواب .
أما إذا فعل هذا الخير ابتغاء وجه الله فلن يضيع ثوابه وهناك صور عديدة للأعمال بطل ثوابها لأن أصحابها اتجهوابها لغير مرضات الله كرجل يعمل لدى صاحب مؤسسة ترك عمله المكلف به وجلس يقرأ القران .نقول له إن هذا الوقت انت تتقاض عليه راتبا فعليك أن تكون أمينا فى أداء عملك وقراءة القرآن تكون بعد فراغك من هذا العمل وأمثال هذه الصورة كثير وكذلك نقوم بعقد مؤتمرات فى أفخم القاعات وتعلو حناجرنا بالصيحات بدعوى توضيح معالم الدين ودفاعا عن الشريعه .
وفى واقع الأمر مااردنا الا الظهور الإعلامى وسعيا وراء مكاسب مادية ودنويه , تحتاج هذه الأعمال إلى التجردلله لكى تثمر الثمرة المرجوة منها وكذلك من كان يدعم حفظة القرآن ويقدم لهم الجوائز والهدايا ‚ وهدفه لكى ينال إعجاب وثقة الناس ليصل إلى أمريريده فلما وصل إلى مبتغاه من وراء ذلك أغلق هذا الباب وفتح بابا آخر وهو الوصول إلى أصحاب النفوز ليحقق مأربا أخرى .
ابحث عن الإخلاص وإليك القارئ الذى قرأ القرآن ليقال قارىء والمتصدق الذى تصدق ليقال منفق والمجاهد الذى جاهد ليقال شجاع وهكذا صنوف من الأعمال قام بها أهلها.. ليقال نقول لهم جميعا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) علما بأن النية أمر خفى…فلا تنصب محاكم التفتيش للبحث عن نوايا الناس فالإنسان يصعب عليه أحيانا أن يحدد النية من نفسه فكيف يحددها من غيره
غاية الأمر أن الإنسان يحرر نيته فى عمله ويجعلها لله لا لحظوظ النفس والدنيا قال الله تعالى( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء…
رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل وجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم وصل اللهم وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واله وصحبه وسلم
