نعيمة عاكف...أسرار حياة قصيرة ومسيرة فنية حافلة
نعيمة عاكف...أسرار حياة قصيرة ومسيرة فنية حافلة

نعيمة عاكف…أسرار حياة قصيرة ومسيرة فنية حافل
كانت علامة بارزة من علامات الفن في تاريخ السينما والمسرح ، ذات الوجه البرئ والأنوثة الطاغية ، متعددة المواهب استطاعت أن تسعد الملايين من الجمهور، من خلال الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل إنها الفنانة الجميلة خفيفة الدم نعيمة عاكف.
ولدت الفنانة نعيمة عاكف ابنة السيرك في مثل هذا اليوم 7 أكتوبر عام 1929، في مدينة طنطا، وكان عمل والدها بالسيرك سببًا في أن تحب نعيمة عاكف الفن ولعب الأكروبات التي أضيفت إلى مواهبها المتعددة، ومن هنا أجادت جميع الفنون، بدأت رحلتها مع الفن وهي في الرابعة من عمرها من خلال العمل مع أسرتها في السيرك بتقديم عروض استعراضية متنوعة، راقصة وممثلة ومؤدية المونولوجات.
وعندما أتمت نعيمة عاكف عامها السادس، طالبت والدها بأن يخصص لها مرتبا وإلا ستعمل في فرقة أخرى، فما كان من والدها إلا أن أعطاها علقة ساخنة، فجمعت ملابسها وقررت الخروج بلا عودة، إلا أن بعض جمهور السيرك تعرف عليها وأعادها إلى المنزل، وهنا اتفق معها والدها على مرتب قدره قرشين في أيام العمل وقرش واحد في حالة الإجازات، وعند بلوغها العاشرة تركت والدتها السيرك، وتزوج أبوها من امرأة أخرى، ليتركا طنطا وتعيش في القاهرة مع أمها بشارع محمد على.
بحثت الفنانة نعيمة عاكف بعد ذلك عن عمل في ملاهي منطقة “الكيت كات”، وبالفعل عملت في تلك الملاهي لفترة طويلة إلى أن جاءت النقلة الفنية لها من خلال المخرج أحمد كامل مرسي، أول من اكتشفها وهي ترقص الكلاكيت فقدمها كراقصة في فيلم “ست البيت” مع فاتن حمامة.
شاهد الفنان الراحل على الكسار نعيمة عاكف ترقص واتفق معها على أن ترقص هي وشقيقاتها مع فرقته مقابل عشرة جنيهات في الشهر وتقدمت بديعة مصابنى بعرض اكبر يصل إلى 15 جنيها لتنتقل نعيمة إلى صالة بديعة، وهناك كانت فتاة غير مصرية تدعى تيشى تقدم المونولوجات على المسرح على رقصها على موسيقى الكلاكيت والجمهور يصفق لها كثيرا فغارت منها وبدأت تتعلم الرقص الكلاكيت ونجحت وأثناء غياب تيشى ذات يوم قامت بدلا منها بالرقص ونجحت نجاحا كبيرا واشتهرت برقصة الكلاكيت.
أعجب بعد ذلك المخرج حسين فوزي بـ نعيمة عاكف، فقدمت معه فيلم “العيش والملح” مع شكرى سرحان، ثم قام بتوقيع عقد احتكار معها لتقديم عدد من الأفلام، وتطورت العلاقة بينهما من الفن إلى الزواج؛ فانتقلت من شارع محمد على إلى فيلا بـ”مصر الجديدة” ، وهناك استقدم لها معلمين للغة العربية والإنجليزية والفرنسية، ساهموا إلى حد كبير في تشكيل وعيها الثقافي والاجتماعي. إلى أن دبت الغيرة بينهما فانتهت العلاقة بالطلاق بعد مجموعة من الأفلام الاستعراضية التي قدمتها نعيمة من اخراج حسين فوزى أثناء حياتهما الزوجية ، وهي 15 فيلما منها أفلام:لهاليبو، بابا عريس، تمر حنة، وكان آخرها فيلم ” أحبك ياحسن “.
ثم تزوجت بعد عام واحد من المحاسب القانوني صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد، والذي وضع بدلة الرقص الخاصة بها في خزانة ملابسها ورفض تماماً ارتدائها إياها بأي دور.
وفي عام 1956 اختار زكى طليمات نعيمة عاكف بطلة لفرقة الفنون الشعبية فى العمل الوحيد الذى قدمته هذه الفرقة، وكان أوبريت بعنوان “يا ليل يا عين”، تأليف يحيى حقى، وتوالت أفلامها ولمع نجمها فى السينما من خلال أفلام: بلدى وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، يا حلاوة الحب.
سافرت الفنانة نعيمة عاكف مع البعثة المصرية إلى الصين لتقديم أوبريت ” ياليل ياعين ” بتكليف من مصلحة الفنون المصرية وفى عام 1957 سافرت إلى موسكو لعرض ثلاث لوحات استعراضية كانت الأولى تحمل اسم مذبحة القلعة والثانية رقصة أندلسية والثالثة حياة الغجر، وحصلت نعيمة على لقب أحسن راقصة فى العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ووضع اسمها وصورتها على واجهة مسرح البولشوي بموسكو.
خضعت الفنانة الراحلة “نعيمة عاكف” لعملية تجميل في أنفها، وتعتبر بذلك أول فنانة تجرأت على القيام بعملية تجميل في أنفها، حيث خضعت لمشرط جراح التجميل الدكتور نادر سويلم لإصلاح اعوجاج كانت تعاني منه في أرنبة أنفها.
اعتزلت نعيمة عاكف عام 1964،حيث داهمها مرض سرطان الرحم وعانت لمدة 3 سنوات، ولزمت الفراش، ثم كتب الله لها الشفاء منه وعادت إلى منزلها، غير أنه هاجمها مرة أخرى وكانت الأخيرة، قبل وفاتها بـ 6 أشهر، حتى فارقت الحياة عام 1966، عن عُمر يناهز 37 عامًا، وكانت آخر كلماتها : عاوزة أشوف ابني محمد..