مقالات وتحقيقات

نهال السيد تكتب: الحنين الي …الماضي

اليوم الثامن

من منا لا يحن الي الماضي بكل تفاصيله وأحداثه المبهجه ولمساته الصغيرة الجميله اللتي كانت تضفي نشوة غامرة في ارواحنا وسعادة طاغيه في قلوبنا ؟؟…اعتقد أن كلا منا لديه حنينا للماضي وإن كانت بنسبا متفاوته تقل أو تكثر لكن الحقيقه المؤكدة أننا جميعا تجمعنا رغبه عارمه في أسترجاع ولو لحظات بسيطه من ماضي مضي وولي ،،….ولعل ما جعلني أتطرق لهذا الموضوع اليوم هو أحد القنوات الفضائيه المخصصه فقط لعرض الدراما والبرامج القديمه واللتي تذكرني بالماضي الجميل ولا تتخيلوا مقدار سعادتي بهذة القناه واللتي أعشق متابعتها حتي أنني من الممكن أن أظل أتابعها علي مدار اليوم بدون ملل علي الرغم من أن أغلب المسلسلات شاهدتها مرارا وتكرارا من قبل والبرامج كذلك ولكنه شيئا ما يبعث البهجه في أعماقي والراحه النفسيه في داخلي تجعلني أكتفي بمشاهدتها ؟؟….فالحنين الي الماضي فضلا عن روعه ورقي وجمال هذة الأعمال الخالدة اللتي تعرضها القناه كان هو ما يجذبني للمتابعه بقوة واللتي تجعلني أعود الي أيام رائعه بكل ما تحتويه من سحر وجمال يبعث البهجه في النفوس ، ولكن ما اللذي يدفع الجميع لكل هذا الحنين يا تري ؟؟ سؤال فكرت في أجابته كثيرا فهل لأن كل شيئ كان راقيا ومفعما بالجمال وقتها أم أن الأمر أن العائله كانت مكتمله وقتها و لم يغيب الموت أو السفر فردا منهم أم أن أوقات الطفوله والمراهقه والشباب دائما ما يحن الأنسان لها أم جميع هذة الأسباب مجتمعه ، الأجابه من وجهه نظري إضافه لكل هذة الأسباب أن هناك شيئا مهما للغايه كان يجمعنا في الماضي وهو شعور التشابه والتطابق الي حد كبير في كل شيء تقريبا نعم هذة هي الأجابه اللتي تبدو لي مقنعه ؟ فلقد كان يجمعنا جميعا شيئا واحدا فلقد كنا نقرأ أخبارا واحدة في الصباح في صحف كان عددها وقتها يعد علي أصابع اليد الواحدة فلم تكن الصحف اليوميه قد كثر عددها وتنوعت مثل اليوم ، وكنا جميعنا يشاهد نفس الفيلم في السهرة ونفس المسلسل الساعه السابعه مساءا وذات البرامج في التلفاز ؟؟ هذا طبعا قبل الساتلايت ووجود الاف القنوات الفضائيه، …وكنا نتحدث عنها ثاني يوم في المدرسه ونتشارك أحداثها فلقد كنا نتناقش عن البطله في هذا الفيلم أو ذاك وكيف أحبها البطل وترتسم علي وجوهنا إشراقه السعادة عندما نتحدث عن إنتصار قصه حبهما وزواجهما بالنهايه ، وكان ينتابنا السعادة كثيرا ونحن سعداء بنهايه المسلسل بعد أن تم القبض علي الشخص الفاسد وأنتصر الخير علي الشر وعادت الأسرة من جديد ترفرف عليها السعادة ، كنا نتسابق في المدرسه عندما يصدر شريطا غنائيا جديدا لمطرب أو مطربه علي من يقتنيه أولا وكانت نشوة النصر تظهر جليا علي وجوهنا علي أول من ينجح في شراء هذا الشريط وكنا نتباهي فخرا أننا أحضرناه من محل الشرائط الفلاني اللذي يبعد كثيرا عن مكان سكننا لأنه هو من توفر لديه الشريط أولا ؟؟ وكان من يتحمس لنزول فيلم سينمائي جديد ولم تسمح ظروفه للذهاب لمشاهدته في قاعات السينما وقتها كان يننتظر بفارغ الصبر نزول الفيلم لشرائط الفيديو حتي يشاهدة ويستمتع بأحداثه ، ثم يشارك الاخرين ارائه فيه … كنا ننتظر برامجنا المفضله بشوق شديد من الأسبوع للأسبوع حتي نشاهد أغانينا الأجنبيه المفضله أو نشاهد فيلما أجنبيا سيبثه هذا البرنامج أو ذاك أو نشاهد فيلما عربيا لم يعرض من قبل ونستمع بشغف لذكريات نجم الفيلم عنه قبل عرضه ، يالها من سعادة كانت تغمرنا ونحن نستمتع بهذة اللحظات الجميله ونتشارك فيها حتي طعامنا كان تقريبا واحدا لأنه لم يكن هناك كم المطاعم الهائله المتاحه حاليا ولا كانت هناك خدمه الديلفري فكان طعامنا جميعا من أيادي أمهاتنا وكان المتاح تقريبا هو مطاعم الكباب والاسماك وحتي هذا كان علينا أن نذهب له بأنفسنا ونقف في طابور كبير ننتظر دورنا ونشعر بالنصر عندما يأتي دورك أخيرا ، كنا سعداء بكل تفاصيل حياتنا رغم أنها كانت بسيطه مقارنه بكم الرفاهيه في الوقت الحالي من قنوات فضائيه وأنترنت ووسائل تواصل أجتماعي وأحدث أجهزة الموبايلات وغيرها ولكننا كانت لدينا شعورا غامرا بالسعادة والرضا الداخلي بكل ما فيها وكان شعورنا بالتقارب والتشابه والمشاركه يضفي علينا شعورا جميلا من البهجه في أعماقنا…ياله من جمال بحق وأيام لا تنسي وذكريات رائعه لا يمل منها و….مهلا مهلا لقد أتتني الأن ماسيج علي الواتس اب أعادتني من ذكرياتي الجميله الي الواقع الحالي بكل ضجيجه وصخبه وضوضائه وبعد أن قرأت الماسيج ورددت عليها ضغطت علي الريموت كنترول وأبتسمت في تلك اللحظه لأني أشاهد القناه اللتي تعرض مسلسلات وبرامج الزمن الجميل ….حقا أن الحنين الي الماضي سيظل سحرا لا ينتهي بكل ما يحمله من سعادة لا تنضب في النفوس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى