يحكى ان
_أبو التاريخ..
كتب:مكاري زكي
منذ أكثر من ألفي عام أنجز اليونانيون أشياء عظيمة فى الفن والأدب ، وكانوا فى عصرهم مثقفين بدرجة عالية .وهناك شاعر يونانى لم يقدر على قبول كل ما أخبر به عن شعوب اخرى خارج اليونان .
رفض تصديق أن الناس فى الشمال ينامون ستة أشهر من العام ، وأن هولاء الذين يعيشون فى أقصى الجنوب كلهم حادي الذكاء
فقرر السفر ليرى بنفسه ما إذا كانت هذه الأشياء حقيقية .سمع تحذيرات من أخطار كثيرة من العملاق آكل لحوم البشر ، من المشعوذين ، وبالمثل من مخاطر المحيطات المجهولة ، ولكنه أصر على السفر كى يتمم ما يريد.ذهب فى مركب صغير ، يدفعها شراعٌ ومجاديف فى بطء شديد ، وظن أصدقاوه أنهم لن يرونه ثانية .لكن بعد سبعة عشر عاماً
عاد .التف حوله أصدقائه يتساءلون عن أشياء كثيرة .
هل رأى الحيوان المائى العملاق ذو العين الواحدة وسط الجبهة ؟
هل رأى انسانا نام ستة اشهر ممداً؟
وماذا عن الكائن الخرافى تصفه رجل ونصفه فرس ، وماذا عن جنيات البحر ؟
أجاب بأنه لم ير شيئا من هذا ، لكن أشياء أكثر وعجائب أعظم .رجال يشبهونه كثيرا فى كل البلاد ، يأكلون وينامون ويرتدون كثيرا من الثياب تماما مثلما فعل هو
ف “بابل “مدينة رائعة بمنازلها ذات الطوابق الثلاثة المترفعة وحدائقها المعلقة ،والنساء المعطرات والفلاسفة الحكماء .
و “فارس “حيث يعبد الناس فيها إلها واحداً ، ويقبل بعضهم بعضا حين يلتقون فى الشارع ، وأطفال تعلموا القراءة ورمي السهام.
عزيزى القارئ الشاعر الذى قام بهذه الجوله هو
“هيروديت” هو اسم ذلك المسافر الإغريقي العائد .وقد كتب الأشياء وغيرها الكثير مما احتواه كتابه قرأه على أصدقائه .وكان أول كتاب من نوعه يؤرخ للشعوب بعد جولات وترحال استمرت نحو سبعة عشر عاماً .
وتذكر عزيزى ان المؤرخ اليونانى ” هيروديت ” عاش من عام ٤٨٥_٤٢٥ق.م).
