مقالات وتحقيقاتمنوعات

حنان فتح الباب تكتب:الست دي….مش أمي

حنان فتح الباب تكتب:الست دي….مش أمي

اليوم الثامن

أصرت صديقتي علي الذهاب بمفردها الي المقابر ،لزيارة مدفن والدتها وقراءه الفاتحة علي روحها ،وباءت كل محاولاتي بالفشل لمنعها وان تنتظر لحين ذهاب احدا معها،وعادت بعدها الي المنزل وهي اكثر هدوءا وراحة وكأنها القت من علي عاتقها ،جبلا ثقيلا ،وقالت لي :لقد بكيت كثيرا وانا احدثها واحكي لها عم اهمني واوجع قلبي وكنت اشعر بها وكأنها تراني وتأخذني في احضانها وتنفض عني أحزاني.واستطردت قائلة:”الست دي مش امي بس،كانت لي نعم الصديقة والاخت ،كانت لي سندا وجدار احتمي به من أحزاني بعيدا عن هذا العالم.


لم نستطع جميعا كأصدقاء ان نخرجه من سجن الاحزان ،الذي حكم علي نفسة بالتواجد به ما تبقي له من حياته،فأنك لتتعجب من هذا الرجل ذو الملامح العسكرية الصارمة،وله من قوة الشخصية والهيبة ،ما يؤهله للقيادة في عمله،فاذا به يتحول لطفل صغير تمكنت الهموم والاحزان منه واصابته بالامراض ،عندما رحلت والدته عن الحياه،فاصبح شارد الذهن مستسلم لاقل ومضة حزن ،وهو يردد دائما :رحلت امي ورحل معها كل جميل…..الست دي ماكانتش امي…..كانت انفاس الحياه لي وصديقتي ومظلتي من اشعة الاحزان الحارقة.
ابن امه
“ابن امه” عبارة تتكرر كثيرا ،عند حدوث مشاكل زوجية ،وسرعان ماتنطق بها الزوجة ،شاكية باكية من علاقة زوجها بوالدته،وانه يطيعها وينفذ ما تقول حرفيا،في حقيقة الأمر،هذا ليس ضعفا او عيب،فالام هنا صديقته واخته ومخبأ الامان وواحة فضفضة،بالنسبة له،أثبتت اغلب الدراسات أن الرجل الذي يحب أمه ويقدسها حباَ واحتراما،نجده يعامل زوجته المعاملة نفسها بل ويورثها لابنائه ،فحب الام واحتلالها مكانة عالية في القلب شئ،وضعف الشخصية وعدم النضوج والتفكير باستقلالية شئ أخر.
لا تلوموا من تعلق بأمه وأحبها حتي الثمالة، فعندما يغلق العالم ابوابه ،ويسدل الليل ستائره،تكون هي واحة الأمان المضيئة والمشتعلة دفئاَ وحناناَ، وادعوا لمن ضل قلبه،ولم يقدر ما حباه الله به من نعمة، فسلام علي

قلوباَ، وهبها الله الحب والمودة وجعلها لنا سكناَ وملاذاَ من الهموم والأحزان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى